السلام والطمأنينة لروح محمد القباطي..!

يمنات
محمد الصُّهباني
لم يحدث أن تعرفتُ قبلاً على أستاذ اللغة الإنجليزية الدكتور محمد حميد القباطي، الذي توفي في العاصمة المصرية (القاهرة) متأثراً بإصاباته خلال ثورة 11 فبراير اليمنية العظيمة.
لكنني أعلم علم اليقين أن وفاة العديد من أبطال الثورة كانت نتيجة لإهمال سياسي ممنهج، مع سبق الإصرار والترصد، بهدف سحق الحالة النفسية لكل الجرحى وكل من فارقوا الحياة، دون أن يُلتفت إليهم من قبل مجلس شباب الثورة السلمية برئاسة السيدة توكل كرمان، التي كان يُفترض بها متابعة أحوال رفاق النضال الثوري، الذين لا يزالون يعانون من صعوبات كبيرة في الحصول على العلاج، إلا من دعم متقطع من رجال الخير الذي لا يُغطي نفقات العلاج بالكامل.
أصيب الراحل القباطي في ظهره وخرجت الطلقة من بطنه، وفقًا لمعلومات الزملاء، وظل يعاني من تداعيات الإصابة التي تسببت له في مضاعفات صعَّبت عليه حياته، إضافة إلى إصابته في السنوات الأخيرة بسرطان البروستاتا.
أما بالنسبة لفترة إقامته في القاهرة، فقد كان مقيمًا هناك منذ فترة سابقة، ربما منذ 2015 أو قبلها، حيث دُفن في مدافن الجالية اليمنية في مقابر البساتين بمنطقة “الفسطاط” في القاهرة.
من الأولى إنسانياً أن يتابع مجلس شباب الثورة السلمية حالات المصابين برصاص النظام السابق، الذين دافعوا ببسالة وإيمان عميق عن ثورة تُعتبر توكل كرمان رمزاً لها. وهي التي كان بإمكانها أن تقدم الكثير لدعم ما تعتقده واجباً ضرورياً تجاه أبطال كانوا في مستوى المسؤولية في رسم ثورة ربيع اليمن.
ومن المؤسف أن تكون السيدة كرمان ومساعدوها لا يعرفون شيئاً عن حالة الراحل الرفيق محمد القباطي، وغيره من الذين هم بحاجة إلى دعم، بصورة أو بأخرى، لتكتمل صورة البهاء لثورة كانت في صدارة اهتمام كل من كان سنداً في الدفاع عنها. فكيف يمكن أن يُهمل أولئك الذين قدموا دماءهم وآلامهم فداءً لها؟
تعازينا القلبية لأسرة القباطي، وأصدقائه ورفاقه، وليذهب لصوص معاناة أبطال فبراير إلى الجحيم!
لروحه السلام والطمأنينة..!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا