أدب وفنالعرض في الرئيسةفضاء حر

ضعف الالقاء.. أزمة الدراما اليمنية

يمنات

محمد الصهباني

يعاني الكثير من الفنانين اليمنيين من ضعف الأداء، حيث يفتقرون إلى القدرة على نطق الكلمات بوضوح وانسيابية، مما يؤدي إلى غياب الانسيابية اللغوية، وتقطع العبارات، وعدم وضوح الصوت. هذا الخلل يضعف تفاعل المشاهد مع الأداء التمثيلي، ويفقد المشاهد الإحساس بالمصداقية الدرامية.

في العديد من المشاهد، يلاحظ غياب التلوين الصوتي، حيث يتم تقديم الحوار بنبرة ثابتة لا تعكس الانفعالات المطلوبة، ما يجعل الأداء باهتاً وغير مقنع. كما أن ضعف التدرج في الأداء يحرم الشخصيات من العمق المطلوب، إذ لا يتم استثمار نغمات الصوت في إيصال المشاعر والتغييرات العاطفية التي يمر بها الدور.

إضافة إلى ذلك، فإن غياب التدريب على التنفس الصحيح يجعل الممثلين يلهثون أو ينقطع صوتهم في منتصف الجملة، مما يؤثر على الإيقاع العام للحوار. كما أن ضعف الإسقاط الصوتي يجعل بعض العبارات غير مسموعة بوضوح، خاصة في المشاهد التي تتطلب إيصال الصوت دون الاستعانة بتقنيات تضخيمه.

هذه المشكلة لم تحظَ بالاهتمام الكافي، سواء من المهتمين بتحليل الأداء التمثيلي أو من القائمين على الدراما اليمنية، رغم تأثيرها المباشر على جودة الإنتاج الفني في كثير من الأحيان. يعود ذلك إلى غياب المدربين المتخصصين في التعبير الصوتي، مما يجعل الأداء يفتقر إلى العفوية والتفاعل اللحظي، حيث يبدو الحوار مفتعلاً أو متكلفاً بدلاً من أن يكون طبيعياً وتلقائياً.

تعدّ هذه الظاهرة إحدى أبرز نقاط الضعف في الإنتاج الدرامي اليمني، حيث تعكس نقص التأهيل في الأداء الصوتي والتدريب على الإيقاع، وهو عنصر جوهري في تقديم الحوار بشكل متناسق ومؤثر. إذا لم يتم تدارك هذه المشكلات عبر التأهيل والتدريب، فستظل الدراما اليمنية تعاني من ضعف الإقناع، وستظل الشخصيات التي يقدمها الممثلون عاجزة عن التأثير في الجمهور بالشكل المطلوب.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

للاشتراك في قناة موقع يمنات على الواتساب انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى