ميول بناية سكنية في حضرموت ومهندس يشخص المشكلة ويوجه نصائح لتفاديها

يمنات – خاص
مالت بناية سكنية في ساحل حضرموت، شرق اليمن، قبل ايام، واصبحت تهدد البنايات المجاورة.
وتداول ناشطون على السوشيال ميديا تسجيلات مرئية ومصورة لبناية مكونة من خمسة ادوار تعرضت لميول بعد انهيار التربة المجاورة، وتعرض الجزء الاسفل منها لتصدعات وانهيارات.
وتقع البناية في حافة البدو بحي الديس بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت.
طبيعة البناية
يقول المهندس عبد الغني الجند ان البناية صممت بنظام الجدران الحاملة، وهو جدار بعرض 20سم من البلك الاسمنتي، او الطابوق الاسمنتي، واسقف خرسانية مسلحة.
ولفت المهندس الجند إلى ان هذا النظام هو نظام عالمي، وله اكواد بناء، ويتم البناء به في جميع دول العالم، لكن له طرقه ومعادلاته وقوانينه في البناء.
وبين الجند انه يفترض في هذا النظام ان يكون عرض الجدار في الطوابق السفلى كبير، وكلما صعدنا إلى الاعلى يقل عرض الجدار.
المفترض
ونوه إلى انه في هذا المبنى كان ينبغي ان يكون عرض المدماك في الطابق السفلي 60 سم، وفي الذي يليه 50 سم، ثم 40 سم وهكذا.
غير آمن
واضاف: اما يكون عرض المدماك 20 سم في مبنى يتكون من خمسة ادوار ولا يوجد اعمدة، فهذا يعني ان البناية غير آمنة انشائيا.
اسباب
واشار المهندس الجند انه قد تكون هناك اسباب اخرى لميول البناية تتمثل في الامطار التي هطلت مؤخرا، ما ادى إلى تشبع التربة، واعطتها نوع من اللدونة، فضلا عن ان بعض الاحياء لا توجد فيها شبكة مجاري عامة، ويتم التصريف الى الحفر الامتصاصية “البيارات” ما يؤدي الى تميع او تلدن التربة.
هبوط تفاضلي
وافاد الجند الى ان الصور تشير إلى ان المبنى شيد على ارض منحدرة، وربما ادت الى انزلاق اساسات المبنى، او ادت الى هبوط تفاضلي من احدى الجهات.
خلخلة الارض
وتابع: لو تأملنا في صور المبنى سنجد ان الارضية على يمين البناية حفرت، وربما ادى حفرها الى خلخلة الارض اسفل البناية، فكان ذلك احد الاسباب التي ادت إلى جنوح المبنى، فضلا عن انه قد تكون هناك اسباب اخرى.
استبعاد
وابدى اعتقاده من ان البناية لم تشيد وفق مخططات هندسية، وباشراف هندسي، لانه لا يمكن ان يقبل مهندس بانشاء بناية بخمسة ادوار بجدران حاملة بعرض 20 سم.
الصمود في الظروف الطارئة
وقال المهندس الجند انه قد يقول قائل ان كثير من المباني بنيت بنفس النظام وما تزال صامدة، ولا يوجد فيها أي تصدعات او أي مشاكل. مضيفا ان اغلب المباني التي انهارت في سوريا في الزلزال الاخير كان بنفس هذا النظام، مبينا انه في حال ظل هذا النوع من المباني صامدا، فهذا لا يعني انه سيصمد اذا حصل ظرف طارئ.
اهمية القواعد
واوضح الجند ان كلفة القواعد الخرسانية المسلحة لا تساوي 5٪ من كلفة المبنى او اقل من ذلك. داعيا الجميع بعدم الاقتصاد في هذا الجانب لان هذه القواعد هي من تحمل المبنى، وفي حال سقط فإننا سنخسر الـ95٪ الباقي بسبب عدم انفاق 5٪ على القواعد.
نصائح
ونصح بالتاسيس للمبنى على اساس صلب وقوي، وبقواعد من الخرسانة المسلحة.
كما نصح بضرورة الاستعانة بمكتب هندسي لعمل مخططات المباني، وان يكون هناك مهندس معتمد في متابعة التنفيذ.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا
للاشتراك في قناة موقع يمنات على الواتساب انقر هنا