أخبار وتقاريرأهم الأخبارالعرض في الرئيسةحوارات

الدكتور محمد احمد المخلافي يتحدث عن نشأته وتعليمه وعلاقته بالاخوان والتحاقه بالاشتراكي

يمنات

اجرت قناة بلقيس الفضائية حوارا مع الدكتور محمد أحمد المخلافي؛ أحد القيادات اليسارية لما كان يُعرف بحزب “اتحاد الشعب الديمقراطي”، وهو أحد الأحزاب الثمانية التي توحَّدت في أكتوبر 1978، وأعلنت ميلاد “الحزب الاشتراكي اليمني”.

في السلسلة الوثائقية، التي يعدها ويقدمها مدير قناة بلقيس، أحمد الزرقة، عبر برنامج “الشاهد” تحدث الدكتور المخلافي عن نشاته وتعليمه، وما تلاها من تراكم في تجربته السياسية والأكاديمية والقانونية والحقوقية.

وتطرق إلى المحطات التي قادته اليوم إلى الوصول إلى منصب نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي.

وفي الحوار الذي بثته القناة على حلقتين، استعرض المخلافي في الحلقة الأولى مرحلة نشأته وتعليمه، ورحلته من الإخوان المسلمين إلى الماركسية والشيوعية.

النشأة والتعليم
يقول الدكتور محمد المخلافي: وُلدت عام 1956، في قرية المسلقة، عزلة القفاعة، بمخلاف أعلى، في محافظة تعز، وتلقيت تعليمي الأولي على يد أبي، ثم أنشئت المدرسة والتحقت بها، عام 1965″.

وأضاف: “قبل ثورة 26 سبتمبر، لم أكن في مرحلة التمييز، ولكن ما أذكره أننا كنا نعيش حياة بسيطة، يعتبر ثريا من لديه كفاية من عائدات أرضه للحبوب، ومن يزيد قليلا يعتبر ثريا، وربما أبي كان يعتبر نفسه كذلك؛ لأنه كان لديه أرض زراعية تكفينا وتفينا، لكن هناك آخرون كانوا يعيشون حياة معدَمَة وهم يعملون في الأرض، وحينها لم تكن الهجرة في منطقتنا بابا للعمل، ولم تكن مصدرا للعمل، كان الجميع يعملون في الأرض”.

وتابع: “أبي وأخي الأكبر يعلمانا القراءة والكتابة (أنا وأخي الأكبر مني)؛ يعلمانا قراءة القرآن الكريم، وعلى ما أتذكر أنه تقريبا كان عمري في السادسة أو السابعة، وكنت قد قرأت القرآن، وأعرف الحساب التقليدي، الذي كان أبي يتعامل معه في الحياة، في قسمة الأراضي وغيرها”.

وأردف: “الطريقة التي درسها والدي لم تكن الرياضيات الحديثة المعروفة، وقبل أن التحق بالمدرسة ألحقني والدي بكتّاب ليس لقراءة القرآن؛ لأني كنت قد قرأت القرآن، وإنما كان هناك كتاب اسمه الزبد، وهو عبارة عن نظم أو سجع في اللغة العربية، وفي الفرائض الدينية، وفي الشريعة”.

وزاد: “أنا في الواقع تلك الثقافة لم أتعمق فيها؛ لأنه سرعان ما التحقت بالمدرسة، وكان معلمنا هو والد البروفيسور محمد حاتم، المعتقل حاليا فك الله أسره، وكنا معا وانتقلنا إلى المدرسة أيضا معا، وكان محمد حاتم من أذكانا للحقيقة، ولكنه شخص هادئ وبسيط، ولا أعتقد أنه يوما ما دخل في أي إشكال مع أحد، لا في السياسة ولا في غيرها”.

وقال: “أنشئت المدرسة في القرية التي نحن فيها، في قرية اسمها الشجرة، والمدرسة اسمها مدرسة الفوز وهي مدرسة شهيرة؛ لأن هناك عشرات من حملات الدكتوراة، الذين يشتغلون في الجامعات اليمنية، كلهم تخرجوا من هذه المدرسة، وبالتالي صارت المدرسة والقرية معروفة تقريبا في كل أنحاء اليمن”.

وأضاف: “أول تعليمنا تعلمنا في قبة الولي، هذا الولي سموه الرِّفاعي، وأجدادي لأمي ينتسبون إليه، وربما أنه كان مجرد إقامة شعائر، ولا يوجد حقيقة شخص، في هذه القبة؛ لأن المعلم الأول في المدرسة ومدير المدرسة جعلنا نحفر القبور من أجل إخراج التراب؛ كي لا ندوس عليه، فلم نجد فيها شيئا، من وجهة نظر دينية”.

وتابع: “هذا الأستاذ له الفضل في التعليم بكل المخلاف، وليس في منطقتنا فقط، وكان قد تعلم في السعودية، وبالتالي الوهابية كانت مؤثرة عليه، وخاصة في موضوع التعامل مع القبور”.

وأردف: “كان التعليم نظاميا بالمنهج المصري، وأنا عندما التحقت بالمدرسة لم أدرس أول ابتدائي، وثاني ابتدائي، إلا تقريبا أسبوعين، وانتقلت إلى ثالث ابتدائي، في مدرسة الفوز، وكان بالإمكان أن انتقل إلى صف أعلى، لكن كان عندي إشكالية بالرياضيات الحديثة، لم أعرفها”.

وزاد: “ربما الكثير من الناس يعتقد أني كنت أستاذا في المدرسة، لكن لا، أنا عندما انتقلت إلى الصف الرابع كنا مجموعة اختارهم مدير المدرسة، أو خمسة تقريبا، أو ستة، لا أذكر العدد بالضبط، وصار يعلمنا في المساء، ونحن ندرس الفصول الأدنى منا، وصرنا نعيش في المدرسة نفسها كسكن؛ لأننا ندرس الصباح، وفي الليل المدير يقوم بتدريسنا، وننام في المدرسة، ونأكل ونشرب أنا واثنان من أولاد أخوات المدير”.

نظام الرهائن
مع انسحاب العثمانيين رزحت اليمن تحت حكم سلالي يقوم على فكرة تقديس بني هاشم، وأن الحكم في كل مكان وزمان لا يكون إلا فيهم دون سواهم.

خلال تلك الحقبة المظلمة من تاريخ اليمن، سعى يحيى حميد الدين ونجله أحمد إلى فرض أغرب نظام قمعي لضمان ولاء اليمنيين، والحصول على تأييدهم المطلق لسلطتهم السياسية والدِّينية.

الرهائن واحد من أبرز مظاهر العنف السياسي للحكم الإمامي، أجبر خلاله اليمنيون على التخلي عن الحرية والعدالة والمساواة، نظير بقاء أولادهم على قيد الحياة، وكانت أعمار الرهائن تتراوح بين الثامنة والخامسة عشرة سنة، وكانت سياسة استبدال الرهائن تدفع أسر الرهائن إلى تسليم رهينة بديلة لكل من تجاوز عمره الـ15″.

يقول المخلافي: “والدي كان رهينة في عهد الإمام وهو طفل، والسبب أن جدي -رحمه الله- كان يسمى في القديم بالصدِّيق الذي يجمع الضرائب والزكاة وغيرها من الواجبات، وعندما توفي كانت هناك مبالغ لم يسددها فأخذ أبي رهينة، حتى سددت جدتي المبالغ التي كانت على جدي”.

وأضاف: “استمر والدي رهينة بضع سنوات، لا أعرف كم بالدِّقة، ولكنه بعدها لم يعد إلى القرية؛ لأن أمه طلبت منه أن يغادر القرية للدراسة، وغادرها إلى جِبلة، ودرس فيها، ودرس في زبيد، وكان هو واحدا من أربعة في مخلاف درسوا في هاتين المدرستين”.

وتابع: “كانت الدراسة علوم شرعية ولغة، وتاريخ، يعني دراسة تقليدية”.

انتشار التعليم
يقول المخلافي: “عبد الله ناجي أحمد، الذي أسس المدرسة، دخل في صراع شديد مع المنطقة؛ من أجل تأسيس المدرسة، وظل في تحدٍ وهم يسعون إلى إغلاقها، وكان منهم أبي ممانعا للمدرسة، وكان السبب أنه معادٍ للوهابية، فهو كان يخشى أنه تنتشر الوهابية؛ لأن كل الذين كانوا يأتون هم يأتون من السعودية”.

وأضاف: “المدرسون كانوا جميعهم خريجي مدارس ابتدائية، عدا شخص واحد كان خريج إعدادية، وهو الدكتور محمد سرحان سعيد، الذي صار مسؤول المناهج في التربية والتعليم، أما البقية جميعهم كانت شهادتهم هي الابتدائية”.

وتابع: “كان في الغالب ربما من الذين لهم نفوذ معين في المنطقة، ما كانوا يرغبون أن توجد مدرسة، وهم من يجيدون القراءة والكتابة، وهذه تعطيهم سلطة معنوية في المنطقة، وأنا أعتقد لهذا السبب المدرسة صارت جاذبة لكل الطلاب من كل المخلاف، من مخلاف أعلى ومخلاف أسفل، وتشكّلت بعد ذلك مدارس بفعل هذا المدير نفسه”. 

وأردف: “سعى المدير إلى تشكيل مدارس أخرى؛ لأن المدرسة صارت لا تتسع لكل المخلاف بنين وبنات”.

وزاد: “الأستاذ عبد الله ناجي أحمد كانت له صلة بالإخوان المسلمين، وكل الذين كانوا موجودين في تلك الفترة، في تعز وما حولها، هم من جماعة عبده محمد المخلافي، وهو مؤسس الإخوان المسلمين في اليمن، لكنه لم يتصرف كحزبي أو يدعو إلى الانتماء إلى حزب الإخوان على الإطلاق، وبفضله عشرات حاملي الدكتوراة صاروا أساتذة في جامعتي صنعاء وتعز”.

الارتباط مع الإخوان
يقول المخلافي: “كان الأستاذ عبدالله ناجي في خصام مع والدي، ولكنني كنت أنا مرافقه، وكانت كثير من زياراته في المنطقة تتم ليلا، وأنا معه، وأبي سلّم في الأمر، وفي الأخير سلمني أبي بندقيته، وكان يحملها أستاذي عبدالله ناجي، وأنا أحمل بندقية الأستاذ”.

وأضاف: “في تلك الفترة، كانت الإرهاصات الأولى لوجود الجبهة الوطنية، والمقاومين الثوريين، وجيش الشعب، وكانت هناك توترات.

وتابع: “كان يمكن انتمائي للإخوان المسلمين لولا تصرف معين من مجموعة الإخوان جعلني لا أحتك فيهم، عندما انتهينا من دراسة الابتدائية ذهبنا مجموعة إلى الدراسة في تعز، ودرست أنا وأولاد أخت الأستاذ عبدالله ناجي، على حسابه هو، في مدينة تعز”.

وأردف: “الأستاذ عبدالله ناجي عرفنا هو على معاريفه، عرفنا على أن نصلي في جامع القرشي، وكان أئمته (الاثنان) من الإخوان المسلمين، الذين يخطبون ويصلون بالناس، كان ياسين عبد العزيز، وكان حينها مديرا للتربية والتعليم في تعز، وكذلك عمر أحمد سيف”.

وزاد: “طبعا ياسين عبد العزيز كان شخصا جذابا، بينما عمر أحمد سيف كان شخصا منفرا، المسجد كان يجذبني من حديث ياسين عبد العزيز، شخص وقور وهادئ ويتحدث بهدوء، فصرت أتردد على هذا المسجد، الجانب الثاني عرفنا أيضا على المركز الثقافي الإسلامي، وكان المسيطر عليه جماعة الإخوان، أنا حينها ما كنت أدرك من هؤلاء إنما أصدقاء أستاذي”.

وقال: “الأستاذ عبد الله ناجي لم يحاول  ينسِّبني أو ينظِّمني أبدا على الإطلاق، حتى في المركز أيضا لم يدعوني، ولكن اعتبروني واحدا من الأتباع”.

النفور
وأضاف: “عندما التحقت بالمدرسة الثانوية، كتبت قصة قصيرة، طبعا أنا شباب على أيش بكتب؟ أكتب على حب وعلى غرام، كشاب صغير ومراهق، فشنوا عليَّ حملة بأننا أقلِّد الكفار، وأكتب القصة، وأعشق البنات، وشيء من هذا القبيل، فحينها هذا جعلني أنفر منهم، وأنا كنت قد بدأت أقرأ القصة، وكان حينها في تعز موجود مركز ثقافي عراقي ومركز ثقافي روسي، فيهما قصص عالمية، وكنت أقرأ بالذات القصص الروسية؛ لأنه كان فيها جانب ربما يخاطب الأوضاع الصعبة في اليمن”.

وفي الحلقة الثانية استعرض الدكتور محمد أحمد المخلافي، دراسته الجامعية وانخراطه في العمل السياسي، ومرحلة توحيد الفصائل اليسارية في اليمن، وآثار قرار دمج فرعي الحزب الاشتراكي في صنعاء وعدن في كيان واحد.

التعليم في موسكو
يقول الدكتور المخلافي: “بحكم أنني صرت أكتب وصرت معروفًا، أراد حزب البعث أن يكسبني، وخاصة أنني كنت أكتب في صحيفتهم، وبالتالي وفر لي منحة، بدون أن ألتحق بحزب البعث.

واتحاد الشبيبة كنت عضوًا فيه، وبالتالي وفر لي، عن طريق حزب اتحاد الشعب، منحة، وكنت قد تقدمت أنا بطلب منحة من الحكومة”.

وأضاف: “اختياري السفر إلى موسكو للدراسة جاء بسبب اطلاعي على أدبيات الاتحاد السوفيتي ودوله وبلدانه ومناطقه، وأيضًا جاء سبب آخر، أنني أذهب أيضًا لأدرس في دولة أوروبية، وربما عدد من الأسباب التي أدت إلى أن أختار هذا الاختيار، ولكن الأهم فيها هو أنني كنت متطلعًا إلى دراسة الفلسفة، وبالتأكيد حينها كانت الفلسفة التي أميل إليها هي فلسفة الاشتراكيين بمختلف توجهاتهم، وبالذات المدرسة الماركسية”.

وتابع: “والدي لم يعترض على سفري إلى موسكو للدراسة، وحينها لم يسبقني مخلافي للدراسة في أوروبا، وحصل على الدكتوراه، لكن في مصر كان هناك كثيرون، ولكن أنا سبقتهم في الحصول على الدكتوراه”.

وأردف: “لم أقبل في الفلسفة بسبب أن دراستي كانت في قسم علمي، وفي الاتحاد السوفيتي حينذاك، كانوا يشترطون لدراسة الفلسفة دراسة الرياضيات”.

وزاد: “كانت الرياضيات مرتبطة ببعضها، وكان هناك أشخاص مثل الفيتناميين يدرسون في وقت واحد، يحضّرون دكتوراه في الفلسفة، ودكتوراه في الرياضيات، في وقت واحد”.

وقال: “ليس عندي التفسير المعرفي لعلاقة الرياضيات بالفلسفة، لكنهم كانوا يشترطون أن يكون الطالب الذي درس الثانوية خريج قسم أدبي لكي يدرس الفلسفة”.

دراسة الحقوق
وأضاف: “بما أن أبي عمل على مستوى الريف، كان له بعض التأثير في اختياري قسم الحقوق، فأبي كان أمين منطقة رسميًا، واستمر حتى بعد قيام الجمهورية في حل الإشكالات بين الناس، وتوثيق الممتلكات والعقود، وربما هذا الأمر كان له تأثير عليّ لأدرس الحقوق.

ولكن في كل الحالات، بعد أن بدأت أدرس الحقوق، بدأت أميل إلى أن أدرس، حتى في إطار الحقوق، دراسة تجعلني صاحب مهنة ومستقلًا، لا أكون رهينة للوظيفة العامة، وهي من أفضل المهن التي تجعل الشخص مستقلًا ويعيش حياة كريمة، كالهندسة والطب”.

الانخراط في العمل السياسي
يقول المخلافي: “في السنة الأولى من وصولي إلى موسكو، بدأت النشاط السياسي والحزبي بشكل واضح، وانتُخِبت عضوًا في الهيئة الإدارية لرابطة الطلاب اليمنيين، وهي رابطة كانت تضم كل الطلاب اليمنيين شمالًا وجنوبًا، وكان يُعقد مؤتمر وتُجرى انتخابات”.

وأضاف: “حينها كنت غير معروف، ولكن حزبي، الذي هو حزب الشعب، روّج لي في المؤتمر وانتُخبت، لأنه عندما وصلت، كانت لدى منظمة الشبيبة وحزب الشعب نشرة شهرية، ووصلت نشيطًا أكتب فيها على الفور، فعرفوا أنني ممكن أن أكون مفيدًا”.

وتابع: “وبعدما انتُخبت في الهيئة الإدارية للرابطة في الاتحاد السوفيتي، قُبلت في عضوية الحزب وتم ترفيعي، وخلال فترة قصيرة صرت مسؤولًا في قيادة منظمة الشبيبة”.

وأردف: “هذا جعلني لا أشعر بالغربة، وجعلني ناشطًا وأتعرف على الطلاب اليمنيين والعرب والأجانب، لأننا نلتقي في فعاليات واجتماعات.

النشاط الطلابي
وثانيًا، أكسبتني ثقة، وبعد جولة من الانتخابات، صرت نائب الرئيس لرابطة الطلاب اليمنيين في موسكو، وفي الجولة الثالثة صرت أنا الرئيس تقريبًا”.

وزاد: “الفترة كلها تقريبًا كانت ثماني سنوات، ظللت فيها في قيادة رابطة الطلاب اليمنيين، لكن كان هناك انتخاب واحد مشترك لكل الطلاب، ثم شُكِّل اتحاد الشباب الاشتراكي، والأعضاء في الحزب الاشتراكي جنوبًا، ذهبوا إلى اتحاد الشباب، وظلت الرابطة مفتوحة للشمال والجنوب”.

وأوضح أن “الطلاب الجنوبيين كان عددهم كبيرًا، يتراوح ما بين 12 و15 ألفًا كل سنة، فيما الطلاب الشماليون ما بين 6 و7 آلاف”.

وقال: “عقدنا مؤتمرًا استثنائيًا، والمنتمون إلى الحزب الاشتراكي غادروا الرابطة، لأنهم شكلوا اتحاد الشباب الاشتراكي، وهو اتحاد تابع للحزب، أما الرابطة فتضم كل الطلاب، ليس للحزبين فقط، حتى لا يحصل ضرر بالطلاب أو إشكال بينهم، غادر المنتمون للحزب الاشتراكي”.

وأضاف: “المهمة الأولى كانت مساعدة الطلاب على الدراسة، وحل مشاكلهم مع الجامعات والمعاهد ووزارات الجمهوريات، ومع وزارة التعليم العالي في الاتحاد السوفيتي، لكنني كنت مصممًا وبرمجت وقتي ووفقت، ولهذا بعد ما أنهيت الماجستير، مُنحت منحة لدراسة الدكتوراه، مع أنه كان يُشترط أولًا العودة إلى اليمن للعمل، ولم يكن القبول تلقائيًا”.

وتابع: “عملي في المنظمة، ومسؤوليتي عن العلاقات الخارجية، جعلاني أحتك بكل منظمات الأحزاب الموجودة في الاتحاد السوفيتي، وبالتالي أطلع على معارف وخبرات جديدة فيما يتعلق بالعمل الحزبي”.

وأردف: “عندما كنت صغيرًا، كنت عصبيًا، وورثت العصبية من أبي، إذ كان صاحب نفوذ في المنطقة، وعندما بدأت بالعمل الطلابي، كانت تظهر عندي هذه النزعة، لكنني تعلمت أن أكظم غيظي.

في البداية كنت أعاني، كنت أسكت حتى تأتيني رعشة في جسمي، ثم صار الأمر عندي تلقائيًا، أتعامل بسلاسة”.

تأسيس الحزب الاشتراكي
يقول المخلافي: “في الاتحاد السوفيتي شكلنا مجلس تنسيق لأحزاب اليسار، وحينها لم يكن قد تشكّل في اليمن الداخل، لكن لم يعترض عليه أي حزب.

مع ذلك، كانت الحالة مهيأة، وكانت هناك أربع شخصيات قادت هذا الأمر: الدكتور عبد السلام الدميني على رأس منظمة الطليعة، والدكتور أحمد حسن على رأس منظمة الحزب الديمقراطي، والدكتور قائد طربوش مسؤول منظمة اتحاد الشعب، وأحمد أبو طالب مسؤول منظمة العمل. هؤلاء الأربعة هم من قادوا التنظيمات الحزبية في الاتحاد السوفيتي، إلى أن تشكل مجلس تنسيق”.

وأضاف: “في الحقيقة، لم نستأذن أحزابنا، وبعد ذلك بدأ التنسيق في الداخل، ولا ندري هل كانت مجرد مصادفة، أم أنهم تأثروا بأنه ما دام هؤلاء الشباب نجحوا، فلماذا لا ننجح نحن قادتهم؟ وبعدها بدأ الحديث عن توحيد فصائل الشمال والجنوب”.

وتابع: “حينها، كان القرار الذي اتُّخذ صائبًا، بأن الحزب الاشتراكي المُعلَن هو حزب حاكم في الجنوب، لكن الحزب الاشتراكي في الشمال فرع آخر، يعمل باسمه، وبعيدًا كحزب مستقل.

مع ذلك، كان هناك أعضاء في المكتب السياسي، حيث كان المكتب السياسي موحدًا، لكن غير معلن، وبالتالي كانت الحركة عند حزب الوحدة الشعبية متحررة من ضغوط السلطات”.

المصدر: موقع قناة بلقيس

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

للاشتراك في قناة موقع يمنات على الواتساب انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى