فضاء حر

حين تُهدر الحقوق.. ويُهمّش الأمل: المعاقون بين برامج الدعاية وتجاهل الاستحقاقات

يمنات

فؤاد محمد

في وطنٍ أنهكته الحروب، وتفاقمت فيه المعاناة الإنسانية، يظل الأمل الوحيد هو الحفاظ على إنسانيتنا وعدم خذلان الأكثر احتياجا، خاصة ذوي الإعاقة، الذين يحملون إرادةً أقوى من جروح الحياة. هم لا يطلبون المستحيل، بل يطالبون بحقوقهم الأساسية: عدالة في التوزيع، رحمة في التعامل، واحترامٌ لكرامتهم.
لكن الواقع يُظهر انتهاكا صارخا لهذه الحقوق، حيث تُحجب المساعدات عن مستحقيها، وتُوجه الأموال المخصصة لهم إلى حملات دعائية وبرامج استعراضية، بينما يُحرم المعاقون من أبسط الخدمات.

أين تذهب أموال الصندوق؟

ينص قانون صندوق رعاية وتأهيل المعاقين على أن أمواله مخصصة لدعم برامج الرعاية والتأهيل، وليس للإنفاق على فعاليات ترفيهية أو جوائز توزع على غير المستحقين. فكيف يُبرر منح مبالغ طائلة لأفراد غير معاقين في برامج تلفزيونية وإذاعية، بينما يعاني آلاف المعاقين من غلاء تكاليف العلاج، وحرمانهم من فرص التعليم والعمل؟.

تمييز وعنصرية في توزيع المساعدات

الأمر لا يقتصر على سوء توزيع الأموال، بل يتعداه إلى تمييزٍ صارخ في صرف المساعدات العينية كالسلل الغذائية ومنح المناسبات. فالكثير من المعاقين يُستبعدون من القوائم دون معايير واضحة، بينما تُمنح الأولوية لأشخاصٍ بناءً على محسوبيات أو علاقات شخصية. أين الشفافية؟ وأين الضمير الإنساني؟.

مساءلة أم صمت؟

المعاق لم يعد يعاني فقط من إعاقته الجسدية، بل من إعاقةٍ أكبر: إعاقة الضمير والعدالة. المؤسسات التي من المفترض أن تحميه أصبحت جزءا من معاناته. في السابق، رغم ضعف الإمكانات، كان هناك التزامٌ ملموس بتأهيلهم وتعليمهم. أما اليوم، فالأموال تُصرف على “عروضٍ وجوائز استعراضية”، بينما تُهمش حقوق الفقراء.

نداء إلى الضمير

هذه ليست قضية قانونية فحسب، بل قضية إنسانية وأخلاقية. كيف تُمنح الملايين لبرامج لا تنفع، بينما شاب معاق لا يجد ثمن مواصلاته؟ كيف تُوزع الجوائز على الأصحاء، بينما طفل معاق محروم من أدوية أو تعليم؟.

نحن لا نتهم جهةً بعينها، بل ننقل معاناة معاقيم يُحرمون من حقوقهم. نطالب بمراجعة سياسات الصندوق، وضمان شفافية توزيع المساعدات، وإعطاء الأولوية للمعاقين في كل البرامج.

هذه صرخةٌ لكل ذي ضمير: كفى استغلالا لأموال المعاقين! كفى تمييزا! المعاقون يستحقون حياةً كريمة، لا وعودا زائفة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

للاشتراك في قناة موقع يمنات على الواتساب انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى