فضاء حر

إستهداف المجتمع اليمني وإثارة الحقد والكراهية

يمنات

صلاح القرشي

التحريض الخطير والخبيث على القاضي عبد الوهاب قطران واولادة من قبل ابتسام ابو دنيا يندرج في خانة إحداث فتنة وإثارة النعرات وإحداث مزيدا من الشرخ داخل المجتمع اليمني وليس موجها فقط ضد القاضي . 

تحريض درس بعناية ليحقق العديد من الاهداف : 

إن غالبية الشعب اليمني في المناطق التي تسيطر عليها قوات الحوثيين تنظر الى هذا القاضي كرجل مناضل وقف بكل شجاعة في معارضة وإنتقاد فساد وأخطاء وتجاوزات الحوثيين على كل المستويات ، مما دفعهم الى إقتحام منزله وإعتقاله وزجه في سجون الامن والخابرات العام ليعاني مرارة السجن لأكثر من 9 اشهر تقريبا في زنزانات إنفرادية .

تصوروا لو تم قتل القاضي واولاده في عدن بعد ما دعت وحرضت عليه إبتسام ابو دنيا، ماذا سيكون رد فعل الشعب اليمني في مناطق سيطرة الحوثيين وكيف سيتلقى هذا الخبر؟ 

برأيي على الاقل في الحد الادنى سيحدث ذلك صدمة في اوساط المجتمع ، وسيخلق عندهم الكراهية والغضب ضد أخوانهم في عدن ، هذا إذا لم يجر قتل اوالاعتداء على مواطنيين من عدن والجنوب موجودين في الشمال من جراء تداعيات مقتل القاضي وبالتالي إتساع الشرخ الإجتماعي بين المجتمع اليمني في شماله وجنوبة .

وبهذا فإن تحريض إبتسام ابو دنيا على قتل القاضي قطران ليس بريئا وإنما كان مدروسا بعناية 

 اولا : كان الهدف منه هو إستهداف المجتمع اليمني وإثارة الحقد والكراهية بين شماله وجنوبه ، وليس إستهداف القاضي قطران فقط .

وثانيا: كان القصد منه حرف الانظار وتوجهات الشارع اليمني المحتقن ضد الحوثيين وسياساتهم الفاشلة وفساد سلطتهم في الشمال ، وايضا حرف الأنضار للشارع الجنوبي المحتقن ضد المجلس الإنتقالي بفعل سياساتهم الفاشلة في إدارة الاوضاع في المناطق الذي يسطرون عليها ، وزج الشارعين في مشاكل وفتن وكراهية بينهم بحيث تخفف المعارضة ضد الحوثيين والانتقالي في صنعاء وعدن .

الخلاصة : 

ان ما قامت به إبتسام ابو دنيا من تحريض خطير لقتل القاضي قطران واولادة هو يصب في البداية والنهاية لصالح المشروع” الانفصالي والسلالي الحوثي” والمشروع الطايفي والمناطقي” للإنتقالي الجنوبي “

وان تحريضها لم يكن نابع من الرغبة في تحقيق العدالة ومحبتا لأسر الشهداء في عدن والجنوب حسب وصفها وإنما إستغلال اللحظة لتوجيه مزيدا من الطعنات في جرع التفتت والإنقسام بين مكونات المجتمع اليمني .

لإن القاضي قطران ببساطة لم يك قائدا عسكريا وإنما له قلم ورأي سياسي وكان معارضا للتدخل العسكري الخارجي مثله مثل بقية ملايين اليمنيين الذين رفضوا ذلك لكنهم بالمقابل وقفوا وبشجاعة ضد الفساد والاخطاء والظلم والنهب الذي مارسه الحوثيين ورفضا لمشروعهم السلالي الإنفصالي الضيق .

(وإلى الله ترجع عاقبة ألامور ).

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى