إيران – إسرائيل وحرب الإعلام العربي و الغربي

يمنات
عادل السياغي
لعب الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام حول الحرب الإيرانية الإسرائيلية، حيث انعكس التباين في التغطية بين الإعلام العربي والغربي على طريقة فهم الشعوب لتفاصيل الصراع وأبعاده السياسية والعسكرية. تميز الإعلام العربي بتعدد وجهات النظر وتباين الخطاب من دولة لأخرى، بينما غلب على الإعلام الغربي الطابع الموحد في دعم إسرائيل وتصوير إيران كتهديد إقليمي ودولي.
في الإعلام العربي، تفاوتت التغطية بشكل كبير بين القنوات التي تميل إلى محور المقاومة، مثل “المنار” و”الميادين”، والتي أظهرت تعاطفًا مع إيران ووصفت الحرب بأنها نتيجة “عدوان إسرائيلي”، وبين قنوات تميل إلى معسكر آخر، مثل “العربية” و”سكاي نيوز عربية”، التي ركزت على “التهديد الإيراني” لأمن المنطقة، واعتبرت الحرب تطورًا طبيعيًا لسياسات طهران التوسعية.
أما في الإعلام الغربي، فقد بدت التغطية أكثر اتساقًا في الانحياز نحو إسرائيل. ركزت كبريات المؤسسات الإعلامية مثل “CNN” و”BBC” و”Fox News” على تصوير إيران كدولة راعية للإرهاب، واعتبرت الضربات الإسرائيلية دفاعًا مشروعًا عن النفس. كما أُبرزت صور الدمار في إسرائيل أكثر من مثيلاتها في إيران أو الدول المجاورة المتضررة، ما يعكس ازدواجية في المعايير وغياب التوازن.
اللافت في هذه الحرب أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة موازية للمواجهات الإعلامية، حيث تداول المستخدمون العرب والغربيون مقاطع فيديو ومواد صحفية تعبّر عن روايات مغايرة لما تبثه القنوات التقليدية. لعب هذا الدور التفاعلي دورًا مهمًا في كشف التضليل، أو في المقابل، تعزيز الانقسام المعلوماتي بين الجماهير.
أظهرت الحرب الإيرانية الإسرائيلية أن الإعلام لم يعد ناقلًا محايدًا للأحداث، بل فاعلًا رئيسيًا في توجيه الرأي العام، وتحديد المواقف السياسية. ومن الواضح أن الخطاب الإعلامي، سواء في الشرق أو الغرب، تأثر بمصالح الحكومات والسياسات الإقليمية والدولية، مما يجعل المتلقي بحاجة إلى وعي نقدي وتحليلي لفهم الحقيقة وسط زحام السرديات.