فضاء حر

الفرق بين المرونة والتنازل..

يمنات

غازي الجابري

يؤدي المستوى التعليمي والثقافي دوراً كبيراً في تأهيل الفرد لاتخاذ قراراته ، في ما يجب أن يتمسك به من قيم وما يجب أن يتخلى عنه ، حيث أنّ الثقافة الهادفة تعمل على تطوير الذات وتعريف الفرد بكيفية التعامل مع الآخرين ، التي تعد الوسيلة الفضلى في فهم الأمور والوصول إلى النضج في التعامل ، وهناك بعض القناعات التي تسبب لنا مشكلات دائمة وشعوراً بالقلق والألم ، وتجعل حياتنا أكثر صعوبة ، خاصةً إذا تأكدنا أنّها خاطئة ، لذا فنحن بحاجة إلى تغييرها حتى نستطيع العيش باستقرار وسلام ..

ولفت إلى أنّ هناك فئة لا يتنازلون عن مبادئهم مهما كان الثمن ، حتى لو دفعوا أرواحهم مقابل الحفاظ عليها ، وغالباً ما تتعلق هذه المبادئ بعقيدة الإنسان وحبه لوطنه ، وإخلاصه لمن تربطهم به علاقات وطيدة ، وقيمه التي يتمسك بها ، إضافةً إلى أنّ هناك فئة تسمى “الانتهازية” تتنازل عن قيمها ومبادئها بسهولة مقابل الحصول على منفعة أياً كان نوعها ، وغالباً لا تضع هذه الفئة أي اعتبار للمبادئ والقيم الدينية والأخلاقية التي لا تقبل التفاوض عليها ، مقابل مصالح شخصية تجعل الغاية تبرر الوسيلة ، لذا فإن هذه الفئة مرفوضة اجتماعياً ، ولا يمكن اعتبار ما تفعله مرونة كما يدعي البعض ، مبيناً أنّ تغيير القناعات أمر مقبول ، بل ومطلوب في كثير من الحالات ، أمّا القيم فهي القانون الصارم الذي لا يتغير بسهولة ، إذ يمكن لشخص أن يغير قناعاته حسب المتغيرات التي يتعرض لها في حياته ، كإحدى آليات التعايش والتأقلم مع المحيط الاجتماعي ، فتجارب الحياة بكل ما تحمله من خبرات إيجابية وسلبية تعلم الإنسان وتدفعه إلى مراجعة نفسه ، وفهم الفرق بين المرونة والتنازل ..

زر الذهاب إلى الأعلى