أدب وفن

سمراء المجازات

يمنات

عبد الرحمن القيسي

وفَاتنَةٌ سَمْــرَاءُ مَمشُوقةُ الْــقدِّ
أُحَاوِلها وَصْفَاً وَيخذلُنُيْ سَرْدي

بنيتُ لها في الشّعْرِ
أكبرَ منزِلٍ
وَمَنْ يَسْكُنِ الْأَشْعَارَ،
حَازَ على الْمَجْدِ

لَهَا دَوْلَةُ الألحـاظِ والسِّحْرُ حَاكِمٌ
وَحُراسها جَيشٌ مِنَ الْبّنّ والشّهْدِ

وتَارِيخُـهَا يا صَاحِ مِثْلُ
حَمَامَةِِ
نَجَتْ مِنْ لَيالِيْ القَصفِ
والْذّبْحِ وَالْجَلْدِ

تَدقُّ بكـعبيها الرّصِيْفَ
إِذَا مَشَتْ
ولا خَمرُ إلَا سَالَ مِن
شدَّة الوجْدِ

وَتَغْمِزُ للأَطيَارِ تَحْتَ
سَـمَـائِهَا
فَتُقْبِلُ نحويها وتصطفُّ
كالــــــــــــجُندِ

ولو خجلت يوماً
تجنُّ عقولُنا
إذَا مَسَــحَتْ خَـــــــــدّاً
بمنديلها الوَرديْ

لَهَا شَامَـــةٌ فِيْ الخَدِّ
ما شاء ربُّنا
وقد بصَمَت كَفُّ الإلَهِ
على الـخَدِّ

وفي ثــــــــغرها شـمسُ
“المـجازاتِ” أشرقَتْ
وشَمْعُ “البليغاتِ” اسْتشَاطَ
من الحِقْـدِ

وفــوقَ الحُـدُودِ السُّمْر
حــامتْ شـفـاهُنَـا
على الثَّغرِ والوجْنَاتِ
والنّاهدِ الــوغْدِ

لهــا نــحتَ الرحمنُ في
الخَصرِ شارعَاً
وأوصى الـــــــــــــــــبَرايا
بالعُبُورِ وبالحَمْدِ

تغارُ سُيوف ُ “العــامريةِ”
كـــــــــــلّما
رأته على فُرسانِها
مُصْلتَ الحدِّ

ولو كنتُ سيَّافًا على
بابِ حاكمٍ
وهزَّتْ أمــامي لارتميتُ
على زَنْدِيْ

يَــداها تُــــــــــــــــــــحيلانِ
الشّـظايا مُـــدامةً
وتغـسِلُ أدَران الحروبِ
عـــــن الــعبْدِ

فـــقولو لـها مــا ضرَّها
وأنـــــــا امرؤٌ؟
لي الحربُ” أمٌّ لو تشابكتِ
الأيــدِيْ

وجِـيدٌ لهُ عِقْدٌ كأنّ
نُجُومَنا
لـه “خَرَزٌ” ،والشّمْسُ
“جَوهرَةُ”العِقدِ

وصــــــــدرٌ خُـرافِيُّ
“المَسَاجِ”،بِــلمَسـةٍ
تفـوحُ مـن النهدين
رائحةُ الوردِ

وتـــــــنبُسُ من تَحْتِ
الثّيابِ سُـــلالَةٌ
من العِنَبِ الممُلوءِ تدعو
إلــى الحَـــصْدِ

أعــــدُّ بِــهِ الشـــاماتِ
في كلِّ موضعٍ
وأخـفقُ مراتٍ وأخطئ
بالـــعدِّ

ونـَـهْدٌ خرافيًّ النبيــذِ
أخَــالُهُ
بكفي عَجِيناً لا يَمَلُّ
من العَصْدِ

أُكهربُهُ باللمْسِ والقَبضِ
حِينـَـــــهَا
يولّدُ تيّارَاً مــن الـخَمْرِ
والــــشّهـدِ

لــــــــهُ خَــمْرةٌبيضاءُ
قُدِّسَ سِرُّها
إذا ذقُــتُها يوماً
أغيبُ عن الرُّشْدِ

تــأملْتُ …عيناها يذُودَانِ
بالقَنا
صفائحُ من رِمشٍ
بِأحبابها تُردِي

تُجِــــــــــــيدانِ صَـــيدَ
العاشقِين مِرَارةً
ونفْشَلُ طُولَ الــعُمر
في الرّمي والصيدِ

تقول تــأدّبْ لو نـزلَتَ
جنانـَها
يحـق على “إبليسِهِا”
لعنةُ الطّردِ

ورُبّ ظـِــبَاءٍ- ما- مـرَرْنَ
بغــــابةٍ
وأســقطن بالألحاظِ
جيشَاً من الأُسدِ

مُـــــعتَّقة سَـمراءُ ،بـِـكْرٌ
،لَـــــــــعُوبَـــةٌ
وكــــاعِبَةٌ، جَيدَاءُ،فَاتِنةٌ
غَــــــــــيْدِ

“مـعتّقَةٌ”،سَمراءُ” كيفَ
بـوسِـعِنَا
نـغضُّ مآقِينَا؟! عَنِ
السُّمُرِ الصُّعْدِ

لـهُنَّ خُدُودٌ لو بَـدَينَ
لنـَــاسِكٍ
لجرَّدْنَـهُ ثوبَ الهِدَايَةِ
والزُّهْدِ

عــليهنّ صَـبَّ اللهُ
خَـمرَ ابـتِلائهِ
ودلّى عَــــــــناقِيدَ
الخَطِيئةِ للعبدِ

وأرسَلَ من بين الجِفُونِ
صـواعـــقَاً
وأرسَلَ بالأخرى شُواظَاً
من النَّهْدِ

أفــــــاتِنَةٌ زُمَّــــــتْ
رِكَــابُ حـنِينِا
إليكِ وقَــلْبُ الصَــبِّ
يَنأَى عن البُعْدِ

نشُدُّ حِبَالَ الــــصّبـرِ من
كُلِّ جانبٍ
وتـــــوشِكُ أن تنشقَّ
من كِثرةِ الـشِدِّ

فـــــــــهُزّي نــخيلَ الوقتِ
مــنكِ تـــكرّماً
لعلّ مواعيدُ “العناقِ” لنا
تُبدِي

وقـــــــدّي بـــــكفَّيكِ
القَمِيصَ فما هــنا
عـــزيزٌ ولا طِفلٌ لينْطِقَ
في المَـــهْدِ

عـــــــــــــشّيةَ متّعْنَا
العُيونَ نواظِـرَاً
فـحقَّتْ على أجفانِــنَا
لَــعْنَةُ السُّهْـدِ

وبتُّ وسِـندَانٌ مـن
الحُبِّ ضـارباً
بصــــــدري مسَامِيراً
من الشّوقِ والوَجْدِ

عـــشقتُ إلى أن خِلْتُ
مـــا ثــمَّ عـاشِقٌ
عــلى الأرضِ إلا شبَّ
جمْرتَهُ عندِيْ

لحـــــبّك يا سمراءُ
سرٌّ ومــــنطِقٌ
كـــــــأنّي وأيمُ اللهِ
عُلِّمْتُهُ وَحـدِيْ

هـوى ســـيفُكِ البتَّارُ
بين جـــوانِحيِ
فـــلما استوى فيها
تفَتَّـقْتُ كالغِمْدِ

وأَصبَحتُ في قُضْبَانِكِ
السُـمْرِ بَـعدَما
تحرَّرت من “سلمى” ،
“وليلى”ومن “هِنـــدِ”

فـــهل تــقبليهِ اليومَ
جــآءكِ شاعِرَاً
بوَجْـنَتهِ الــــــسَّمرَاءِ
أو شَعْرِهِ الجَعدِ؟!

ومن هـو؟!..إبـن الـمِوتِ
والآهِ والأسَى
ومــــن أيـنَ؟ ..من بلدِ
الـجنَّازاتِ واللّحْدِ

وكم عُـمرُهُ؟ “عِـقدَانِ”
مـــا ذاقَ مِنهُما
“ربِـــــيعَا”،”ولا روَّتْـهُ
مائِدةُ الـــعِقْدِ”

يُـــكلِّمُّ نـابُ الدِّهر
كــفّيه،ناثِــرَا
بــِــــــعينيهِ مِـــلْحَ
الذِّكرَياتِ أو الـفَقْدِ

ولــــــــــكِنَّهٌ رُغْــمَ
الجِراحِ مٌكابِرٌ
تــــــــظنِّينَهُ جَلْداً وما
هو بالـــــجَلْدِ

يـرُشُّ شبابِيكَ البُيوتِ
قـَــــــــــصَائِدَا
ويتـــلو على أبوابِهَا
سُورةَ “الحَمْدِ”

أنَا ابــــــنُ الــــــــقَوافِيِ
الشّـامخِاتِ وشاعِرٌ
كـبُرتُ عن الــــسجَّانِ و
السَّـــوطِ والقيدِ

فـــــــــــقيّدْنَنِي “رُغْــمَ
الإباءِ” كَــــواعِــبٌ
تــــــــــــــألّقْنَ في أُفْــقٍ
مــن الــمكْرِ والكَيْدِ

أشُـــــــــــــــــبُّ احتراقاً
لـــــو تــبدَّتْ صبِيَةٌ
ولو لـــــــمَسَتْ كَــفِّــي
فَــتاةً بلا قَصْدِ

لــقد أخــطأ العشُّـاقُ
حِينَ تقَّوّلوا
عن الحُبِّ بحــراً ،دون
جزرٍ ولا مَدِّ

أنـا غـــــارِقٌ فـي بحـرِ
حُـــبّي غـارِقٌ
ولا قارِباً لا بَرَّ لا طَوْدَ
لا جُودِيْ

تلمَّظتُ كَأْسَ الغَانياتِ
وجَــــــــدتُّها
كمَا تُوصَفُ الكاسَاتُ
في جَنّة الخُلْدِ

صهِيلٌ صهِيلٌ في سُهُولِ
عـــــــــناقِنَا
خَرائِطُ قَـــــادتْنَا إلى
منْبَتِ السُّعْدِ

وقد تتّقِينَا في الـــشّتَاءِ
نــِــــــــ…ساؤُنا
ويَـــــــبخَلْنَ بــالأحضَانِ
في مَوْسِمِ البَرْدِ

زر الذهاب إلى الأعلى