أهم الأخبارفضاء حر

ذنبهم أنهم حلموا بوطن حر

يمنات

لؤي العزعزي

خلف جدران السجن القسري، وفي عتمة الزنازين واختناق نور الكلمة، يقبع رفاقنا: أصحاب فكر، وقلم، وضمير. ذنبهم الوحيد أنهم حلموا بوطن حر، وجمهورية حرة تتسع للجميع! اليوم، نرفع أصواتنا عالية، ليس كصدى للحزن، بل كصرخة حق وحرية مدوية نطالب فيها بالحرية والعدالة لأرواح أُسكتت ظلمًا.

الحرية للشاعر النقي الحالم، أوراس الإرياني. ذلك الذي صاغ من قسوة الحياة شعرًا خفيفًا يلمس شغاف الروح، وواجه بشاعة الواقع بسخرية الكبار. الحرية لصوته الهادئ الذي أزعج جلاديه، ولقلمه الذي لم يخشَ قول الحقيقة بنكاتٍ غير مؤذيه.

الحرية للكاتب والناشط، ماجد زايد. الذي انضم إلى قافلة المغيبين قسرًا، ودفع ثمن رأيه الحر في زمن يُحتفى فيه بالصمت المطبق.

الحرية لعارف قطران وولده عبد السلام. اللذين أُخذا من دفء منزلهما إلى مصير مجهول، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية.

قلقنا يتعاظم على صحة عارف التي تتدهور في محبسه، مما يضيف إلى الظلم ألمًا ومعاناة.

إن اعتقال هؤلاء الأحرار، وكل من يقبع في المعتقلات بسبب رأي أو موقف، هو اعتقال لقيمنا الإنسانية الأساسية: الحق في التعبير، والحق في الاختلاف، والحق في العيش بكرامة. كل يوم يمضي وهم خلف القضبان هو شهادة على الظلم الذي نرفضه، وجرح غائر في جسد مجتمعنا.

لذلك، فإننا لا نطالب فقط، بل نصرخ بأعلى صوتنا: الحرية، كل الحرية، لأوراس الإرياني، وماجد زايد، وعارف قطران وابنه، ولكل معتقل رأي وحق في كل مكان. قضيتهم هي قضيتنا، وحريتهم هي حريتنا جميعًا.

لن نصمت حتى يعودوا إلى أهلهم وأحبائهم، وإلى فضاءات الكلمة الحرة التي ينتمون إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى