فلسفة السؤال

يمنات
محمد اللوزي
السؤال تطلع الى الغائب، فضول حاضر، بحث معرفي في المعرفة، احتجاج على السائد، ورفض له،تعلق بالهناك ،وحب استكشاف، فيه تكمن الإجابة، ومنه ينطلق التفكير.
السؤال ارتياد عالم نقوى على استحضاره ومايزال غامضا ونريده متفتحا.هنا هو فتح مغلق، ووفك طلاسم، ومسيرة في الوعي الإنساني لايمكن أن نتقدم خطوة دونما تساؤلات وحيرة وقلق سؤال أيضا.
هذا السؤال هو الوجود صميمي فينا. هو انتباه حقيقي لما بعد، فيه تكمن الرؤية وتحل الكثير من القضايا الشائكة وتبدأ مسيرة خلق معرفي. حين لاسؤال فإن النتيجة موت، وفراغ، استسلام، وقهرية تحتل الإنسان. في السؤال إحتجاج الذات على عالمها، وفيه فهم العالم بطريقة واعية.
السؤال بذرة أولى للعمق الإستكشافي، وملاحقة ماتشاكل والتبس وهو السر الذي استودعه الله لنا كي نكون اسوياء في الخلق والإبداع، من السؤال يأتي الإبداع المعبر عن الفكرة، وعن العميق/وعن ممكنات التحول .منه وحده نقدر على صياغة أفضل للعالم، وفيه تكمن القدرة على التحاور والإستجابة للحيوي.. السؤال دهشة ،وفضاء رحب، وتبصر، كماهو رفض الجاهز، المحنط، المعلب ،المتشكل، الإسر، العادي، الجامد.
وحده السؤال يريد مكون آخر مبعثه تساؤلات عميقة، السؤال الإحتجاجي الإبداعي الرافض للتدجين والإغواء والمترهل.
أتحدث هنا وليس السؤال الملقى أساساعلى قارعة الطريق أو الساذج البسيط .السؤال هنا في مكوناته تساؤل اشتغال على المعرفي وعلى الإبداعي وعلى المسار المتفتح، فيه قلق، وحيرة، ورغبة، معرفة، وتطلع الى الأمام، ورفض للآسن الراكد.
كل سؤال حقيقي هو نبض جوانح وتطلع بشري الى ما نريده .نحن سؤلنا هو عنا ،عن مكنوننا في هذا. هو إجابة متواضعة ليس فيها حسم ولاغرور ولاجاهزية. هو الإنسان نفسه. الإنسان يصح القول عنه حيوان متسائل بدلا من ناطق.