أرشيف

دراسة اقتصادية: 70% من الفقراء خارج المجموعة المستهدفة من صندوق الرعاية الاجتماعية

 

أكدت انعدام الأثر الإيجابي لجهود التخفيف من الفقر أكدت دراسة اقتصادية فشل الجهود الحكومية في التخفيف من الفقر وخاصة المقدمة عبر صندوقي الرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعي.

وأعادت الدراسة ذلك إلى تسرب فوائد الجهود الحكومية في هذا الجانب إلى غير الفقراء.

وقالت عن برامج التحويلات النقدية التي تستهدف الفقر وخاصة منها التحويلات والضمان الاجتماعي: "إن حصة المستفيد من الفقراء أقل من حصة الفرد غير الفقير في معظم تلك البرامج"، منتقدة التوسع السريع لصندوق الضمان الاجتماعي والذي "وصل إلى تسعة أمثال حجمه الأصلي مقاسا بعدد المستفيدين خلال التسع سنوات الأخيرة".

ومع هذا التوسع أكدت الدراسة التي أعدها الدكتور عامر القباطي، ونشرتها أسبوعية الوسط: "إن مستوى تسرب الفوائد لغير الفقراء وصل إلى أكثر من 45% من المستفيدين في عام 2005م، مقارنة بـ40% في 1999م ليمتص غير الفقراء ما يقرب من 47% من تحويلات الصندوق".

وأشارت الدراسة إلى حال أسوأ عند صندوق الرعاية الاجتماعية حيث قالت: "إن أثره الإيجابي في تخفيف الفقر يكاد يكون معدوما". ملفتة في هذا الصدد إلى أن "المبالغ التي يحولها الصندوق لكل مستفيد قد ظلت ثابتة بالسعر القياسي منذ عام 2000م وهي تمثل حاليا 4% من خط الفقر، في الوقت الذي يمثل العجز في مستوى الدخل عند الفقراء 27% من خط الفقر.

مضيفة إلى ذلك أن 8% فقط من الذين تنطبق عليهم شروط الاستهداف على تحويلات الصندوق هم الذين يحصلون على حوالاتهم من الصندوق بمقابل بقاء 70% خارج نطاق المجموعة المستهدفة، لتنتهي بحصيلة مفادها أن برنامج الصندوق يغطي 8.4% من السكان و13% من الفقراء.

وعن ما يعانيه سكان اليمن من فقر في نوعية الغذاء قالت الدراسة إن " نمط الاستهلاك الغذائي في اليمن يعتمد على الحبوب والمواد الكربوهيدراتية"، والذي يعني وجود " نقص كبير في استهلاك الفرد من المواد ذات القيمة الغذائية العالية كاللحوم والأسماك والبيض والخضار والفاكهة".

وفي تتبعها للإنفاق على الغذاء – مستندة على مسح ميزانية الأسرة للعام 2005م- أشارت الدراسة إلى متوسط الانفاق الشهري للفرد على بعض السلع الغذائية بحسب فئات الإنفاق الشهري للأسرة، موضحة في هذا السياق أن متوسط إنفاق الفرد الشهري على الحبوب ومشتقاتها يقدر بـ( 196 ريالا), وبوزن مقدر بـ( 16) كيلو جرام لكنها اعتبرت تلك الأرقام غير منطقية.

وباعتمادها على مسح ميزانية الأسرة للعام (1998م)، قالت الدراسة إن الغذاء يستحوذ على حوالي (64 % ) من إجمالي الإنفاق, احتلت فيها مادة الحبوب المرتبة الأولى من بين السلع الغذائية في الإنفاق بنسبة تبلغ حوالي 23 % من الإنفاق الإجمالي على الغذاء و( 15 % ) من إجمالي الإنفاق الاستهلاكي), تليها مجموعة اللحوم بنسبة ( 14% ) ثم الخضروات ( 8%), فيما تتوزع النسبة المتبقية بين الألبان والبيض( 7.8% ), الزيوت (7%) , السكر ومنتجاته( 7%) , الأسماك( 2.37%) , البهارات والإضافات الغذائية (3.7%,) الشاي والبن (2.9%), المياه المعدنية والمشروبات( 1.3%), وأخيرا مجموعة القات والتبغ التي تستحوذ بمفردها على حوالي( 17% ) من إجمالي الإنفاق الغذائي (11%) من الإنفاق الاستهلاكي.

وعن متوسط دخل الفرد في اليمن، أوضحت الدراسة – مستندة على إحصائيات للجهاز المركزي للإحصاء ( كتاب الاحصاء السنوي 2007)- أن متوسط دخل الفرد قدره ( 700 ) دولار في العام وبالأسعار الجارية2007 , لكنها أشارت إلى زيادة في الدخل بمعدل (200) دولار عن المتوسط الذي اعتمده (كتاب الإحصاء)، معتمدة في ذلك بإحصائيات لتقرير التنمية البشرية ( 2007) الذي اعتمد دخلا قدره (900) دولار محسوبا وفق معادل القوة الشرائية. وخلصت الدراسة من تلك الأرقام إلى أن اليمن واحدة من أفقر دول العالم وتأتي في المرتبة 153 من بين 177 دولة بحسب مؤشر التنمية البشرية.

زر الذهاب إلى الأعلى