أرشيف

اتهامات بين الحكومة والحوثيين   

زادت حدة الاتهامات المتبادلة بارتكاب "خروقات" لوقف إطلاق النار بين السلطات اليمنية وجماعة الحوثي في صعدة شمالي البلاد، وتكررت بيانات وزارة الداخلية التي تتهم الحوثيين بالوقوف وراء حوادث قتل واختطاف، كان آخرها الاتهام باحتجاز مواطنين سعوديين في حرف سفيان بأيدي حوثيين.

وفي أحدث اتهامات حكومية قال مصدر بالسلطة المحلية في صعدة الخميس إن "العناصر الحوثية تواصل خروقاتها وأعمالها الاستفزازية في عدة مناطق من صعدة وحرف سفيان في صورة تنم عن تلكؤهم بتنفيذ النقاط الست" التي وضعتها الحكومة شرطا لإيقاف الحرب.

وأضاف المصدر أن الحوثيين قاموا باختطاف مواطنين وتدمير منازلهم وفرض الإتاوات وإجبار الناس على دفع الزكوات إليهم، إضافة إلى الاعتداء على المواطنين من المتعاونين مع الدولة، وقطع الطرقات وإقامة النقاط واحتلال المدارس والمراكز الصحية ومقرات السلطة المحلية.

وأضاف المصدر الحكومي أن الحوثيين قاموا الأربعاء بقتل ثلاثة مواطنين وجرح أربعة، وقاموا بإطلاق النار على أحد المواقع العسكرية التابعة للواء 73 مدرع بمنطقة كتاف، إضافة إلى توزيعهم لمنشورات تحرض على قتال الدولة.

مؤشرات لنشوب حرب

هذه الاتهامات والبيانات والتصريحات الحكومية رأى فيها كثير من المراقبين والمحللين مؤشرات لنشوب حرب جديدة في محافظة صعدة، في وقت لم تخمد فيه نيران الحرب السادسة بعد التي اندلعت في يوليو/تموز 2009 وتوقفت في 11 فبراير/شباط الماضي.

وقال الباحث شاهر سعد في حديث للجزيرة نت إن ثمة أجندة إقليمية ودولية تقف وراء حرب صعدة المتكررة، ويديرها أمراء حرب وتجار سلاح محليون على علاقة بنافذين بالحكم ودوائر خارجية، وجميعهم يخدمون أهدافا ومصالح دولية.

ولم يستبعد سعد اندلاع حرب سابعة، طالما أن السلطة والحوثيين يفتقدون للثقة ويعملون بأجندات مختلفة، كما اعتبر أن حرب صعدة بات ينظر لها على أنها مسرحية هزلية دراماتيكية لا تمتلك أبسط مقومات الحرب الحقيقية بين خصمين، فكلا المتحاربين من منطقة واحدة ومذهب واحد، والضحية هم القادة والضباط أفضل الكوادر العسكرية، والخسارة هي للمواطنين والبلد.

في المقابل قال محمد عبد السلام الناطق باسم مكتب الحوثي "إن الاتهامات المتكررة من وزارة الداخلية والسلطات المحلية باطلة وتعد تهربا من الالتزامات المطلوب من السلطة الإيفاء بها، خاصة أننا نفذنا من جانبنا الشيء الكثير من النقاط الست وأفرجنا عن الأسرى الذين كانوا لدينا سعوديين ويمنيين، وانسحبنا من الشريط الحدودي وسلمنا المديريات والمباني والمنشآت الحكومية".

الناطق باسم مكتب الحوثي: الاتهامات المتكررة من وزارة الداخلية والسلطات المحلية باطلة وتعد تهربا من الالتزامات

وأضاف عبد السلام في تصريح خاص للجزيرة نت أن "السلطة تتعامل بالمكايدات، وهمها الكبير كيف تشعل الحروب وتثير الفتن، ولو كان على حساب البلد كله ويضر سمعته وأمنه واستقراره".

وبشأن قتل الجندي نمران هدشان ورميه في بئر بصعدة، قال "لقد أوضحنا من خلال أهله وأقاربه أنه لا علاقة لنا بما حدث للمذكور كونه سقط في البئر وتوفي بسبب السقوط بالبئر".

رسائل مكشوفة

أما اتهام السلطات للحوثيين باحتجاز مواطنين سعوديين في حرف سفيان، فقد عدها الناطق الحوثي "رسائل مكشوفة تود السلطة من ورائها إدخال السعودية وإقحامها في الصراع القائم في اليمن من جديد، وأنا أتحدى السلطة أن تثبت واحدة من هذا الكلام المفترى".

وقال عبد السلام إن "ما يؤكد حرص السلطة اليمنية على إقحام السعودية في المشاكل اليمنية هو تركها للشريط الحدودي دون حراسة رغم انسحابنا كليا من الشريط الحدودي، فهي تود أن تبقى المنطقة بؤرة للصراع القائم".

وأضاف "نود أن يتفهم الطرف السعودي هذه النقاط التي هي واضحة ومكشوفة، فبينما نحن نطالب الحكومة بضبط الأمن في الشريط الحدودي ومنع التهريب، تقوم بالتهرب من ذلك وتترك المجال مفتوحا دون أي حماية حدودية وتترك المنطقة مفتوحة على مصراعيها من دون أي رقيب".

وشدد الناطق باسم مكتب الحوثي على أن عملية اختطاف سعودي تقع هنا أو هناك تعود بالضرر على مستوى اليمن، والحكومة هي المسؤولة عن حماية الوافدين، وقال إن "الاتهامات الحكومية لن تكون كافية للتهرب من المسؤولية مهما وصل الخلاف ومهما كان، وفي الوقت نفسه لن تكون مبررا على الإطلاق لتشويهنا أو للدفع بالحرب ضدنا، فكل الاتهامات والشائعات تطير مع الرياح كون الجميع يعرفنا ويعرف أخلاقنا ومبادئنا العامة، فنحن لا نعتدي على أحد". 

الجزيرة نت-عبده عايش-صنعاء

زر الذهاب إلى الأعلى