الشامي: التزام الرئيس بعدم الترشح لولاية قادمة امر مفروغ منه.. والمشترك يحاول ركوب الموجة
كثيراً ما يستضاف طارق الشامي في وسائل الاعلام العربية والدولية، احياناً للحديث عن مواقفه من الرئيس والحزب الحاكم، واحياناً لتبرير سياسات حكومية، وكنت استغرب كثيراً لماذا لا يتم استضافة وزير الاعلام حسن اللوزي مثلاً وهو المتحدث باسم الحكومة، ولكن يبدو ان التهذيب العالي واللباقة اللتين يتحلى بهما الشامي في حديثه يفسران بعمق السر وراء هذا الظهور، اضافة لكونه يتمتع بطرح غير نمطي وغير جامد كعادة المتحدثين الحكوميين.
في هذا الحوار، تحدث طارق الشامي عن التظاهرات الاخيرة التي اقامتها المعارضة، عن (تهييج الشارع) كما سماه، عن اسقاطات النموذجين التونسي والمصري على اليمن، وعن جدية الرئيس في قراره عدم الترشح لولاية جديدة، وهو القرار الذي يتخذه الرئيس للمرة الثالثة خلال مسيرته السياسية.
· ما رأيكم بالمظاهرات الاخيرة المقامة في المحافظات، وكيف تفسرون الجماهيرية الكبيرة التي اتسمت بها؟
– اولاً من حق اي قوى سياسية ان تمارس نشاطها طالما ان ذلك يندرج في اطار الدستور والقانون، وطالما ان هناك مطالب سلمية مشروعة، تقوم بتبنيها وايصال رسالة بخصوصها، اما ما يتعلق بالمسيرات او المهرجانات التي عقدت في بعض المحافظات او المديريات فلا يمكن الجزم بان الشارع اليمني كما يروج الاخوة في اللقاء المشترك يقف مع اطروحاتهم وانهم من يعبرون عن نبض الشارع، العكس تماماً، اليوم كان هناك رسالة واضحة بان الشعب اليمني مع ان يكون هناك حوار جاد ومسئول لمعالجة كافة القضايا، كان هناك ايضاً رسالة واضحة بتأييد المبادرة التي اطلقها الرئيس علي عبدالله صالح، وبأن هذه المبادرة قد استوعبت كافة الحجج والذرائع التي كانت تطرح خلال الفترات السابقة، وبالتالي الان لا يوجد اي مبرر ليتم الهروب من طاولة الحوار باتجاه تهييج الشارع والتلويح باعمال الفوضى او الورقة الامنية لتحقيق مطالب حزبية او ذاتية.
· مسيرات اليوم كانت حاشدة وهتفت بتغيير النظام ورحيله..الا ترون ان هذا قد يمثل توجهاً في الشارع، وان هناك اسقاطات لثورتي تونس ومصر ادت الى اتساع رقعة مناهضي النظام؟
– حتى المسيرات والمظاهرات لا تستطيع بأن تقول بان اللقاء المشترك هو الذي يعمل على استلهام نبض الشارع، كان هناك مهرجانات للمؤتمر نظمت قبل اسبوعين في عدد من المحافظات، وهناك مهرجان سينظم في القريب في محافظة تعز ينظمه المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف، وايضاً هناك مهرجانات عقدت في عدد من محافظات الجمهورية.
ما يدركه الجميع ويعلمه جيداً بان المناخ السياسي في اليمن يختلف عنه في بقية الدول، الحريات الموجودة في اليمن تختلف عن بقية الدول، وعندما نتحدث عن الحرية فبمختلف اتجاهاتها، ومنها فيما يتعلق بالنشاط السياسي، النشاط السياسي في اليمن مناخ للجميع على العكس مما هو قائم في بعض الدول بالتالي، سواء الاخوان المسلمين او غيرهم في اليمن وجدوا مناخاً سياسياً ملائماً للتعبير عن انفسهم ورؤاهم وانشاء الاحزاب السياسية ويمارسون نشاطهم بمختلف الوسائل، وهناك صحف ومواقع الكترونية تعبر عنهم، وهذه النقطة يدركها الاخوة في اللقاء المشترك، وفي مقدمتهم التجمع اليمني للاصلاح، بان المناخ السياسي في اليمن يختلف عن غيره.
· برأيكم.. ماذا يريد المشترك من خلال هذه التظاهرات؟
– المشترك يحاول ان يركب الموجه ويعتقد انه بمثل هذه الاعمال يستطيع ان يصل الى الانقلاب على المؤسسات الدستورية وعلى الديمقراطية والمسك بزمام السلطة من خلال تهييج الشارع وكذلك من خلال اسقاط ما حصل بتونس او ما يحصل بمصر.
؟* (مقاطعا) لماذا تتخوفون من تهييج الشارع؟ ولماذا ترفضون النموذج التونسي والمصري اذا كانت هذه رغبة الناس؟
– نحن لا نتخوف على الاطلاق من تهييج الشارع، ولكن نحن ننظر الى مثل هذا العمل بأنه يعمل على اعاقة عملية التنمية يعمل على اعاقة الاستثمارات، وبدلاً من ان يتم توظيف امكانيات وقدرات البلاد فيما يتعلق بالتنمية، فيما يتعلق بخلق فرص عمل جديدة للأيدي العاطلة عن العمل، بما يتعلق بمكافحة الفقر، فان مثل هذا التهييج ان تعمل على طرد المستثمرين.
· (مقاطعاً) طيب.. هناك حراك وحوثيون، ايش معنى توجيه الاتهام للمشترك؟
– حتى فيما يتعلق بأي نشاط تحت ما يسمى، الحراك او غيره، هذه تعيق عملية التنمية، نحن منذ فترة، منذ بداية مثل هذه الظواهر، كنا ننبه بأن مثل هذه الاعمال ستؤثر على التنمية، وستعيق الاستثمارات، وستقلق سكينة المجتمع، والمشترك حاول ان يركب الموجة وان يستغلها لتحقيق مكاسب حزبية، لكنه اغفل بان الشارع اليمني في نهاية المطاف سيقف إلى جانب مصالحه ولا يمكن ان يسمح بأي حال من الأحول للقاء المشترك أن يحاول اللعب بالورقة الأمنية لا يمكن للشعب أن يسمح للمشترك او لغيره بنزع حق من حقوقه، سواءاً باختيار الشعب لممثليه في الانتخابات، او حق الشعب بان يعيش في امن واستقرار وتنمية.
· بخصوص مبادرة الرئيس الاخيرة، امام مجلسي النواب والشورى، كمؤتمر شعبي عام، وارجو ان تكون صريحاً معي، هل انتم مجمعون على هذه المبادرة؟
– بالنسبة لنا في المؤتمر الشعبي العام هناك التزام تام بما طرح في مبادرة رئيس الجمهورية، امام مجلسي النواب والشورى، صحيح كانت هناك اراء مختلفة قبل ذلك، حيث كان هناك شبه اجماع فيما يتعلق بالمضي في اتجاه الانتخابات والتعديلات الدستورية، ولكن كان يرفق ذلك ايضاً حرص على ان تكون هناك فعلاً منافسة حقيقية، وان يكون هناك تواجد للقاء المشترك، وما دام رئيس الجمهورية قد وضع المبادرة فالمؤتمر ملتزم بما طرح في المبادرة وسيعمل على تجسيدها على ارض الواقع.
· قبل اسابيع قليلة، كان هناك اصرار على (قلع العداد) والان المبادرة تتضمن تثبيت العداد.. الا تعتقدون ان هذا بسبب تأثيرات احداث تونس ومصر، وثانياً: هل تعتقدون ان الرئيس جاد في عدم ترشحه خصوصاً انه قد قال مثل ذلك مرتين، مرة في الثمانينات، واخرى في 2006 وتراجع؟!
– فيما يتعلق بالتعديلات التي قدمت من اعضاء مجلس النواب، ليس معناها بان الرئيس سيترشح في الانتخابات، بالنسبة للرئيس لم يكن هناك في ذهنة ان يترشح لانتخابات رئاسية مقبلة، لكن كان هناك في المؤتمر الشعبي العام توجه، ولا يزال حتى الان لدى شريحة كبيرة من المؤتمر الشعبي العام ليست مع هذه النقطة ، وهذه النقطة بالذات خاصة بالرئيس علي عبدالله صالح.
· هل هذا التوجه بامكانه ان يجعل الرئيس يتراجع عن قراره، وبالتالي يعدل الدستور ويترشح للرئاسة لولاية جديدة بعد 2013؟
– ليس بالضبط لانه حتى في الفترة الرئاسية 2006 عندما قبل الرئيس الترشيح لانتخابات الرئاسة ايامها، كان ذلك على اساس ان تكون هي آخر فترة، وبحيث لا يتم الترشح مستقبلاً.
· انت متأكد ان الرئيس سيلتزم بهذا؟
– هذا امر مفروغ منه.
*حسن.. ولو ان هذا سيضع اسئلة عن مستقبل المؤتمر الشعبي العام بعد الرئيس، خصوصاً وانه يمثل الحاضن الرئيسي للحزب؟
– علي عبدالله صالح، سيظل رمزاً وزعيماً للمؤتمر الشعبي العام، سواءً كان في موقع رئاسة الجمهورية او غيره.
نقلا عن صحيفة حديث المدينة