الاضطرابات السياسية في اليمن تقود الى فصل من المعاناة
تكثر الشائعات في اليمن. لا يعرف احد ما الذي سيحمله المستقبل، فكل ما يستطيع اليمنيون فعله هو التركيز على الواقع اليومي الواقع القائم جداً.
يعني انقطاع التيار الكهربائي في انحاء البلاد ان الكهرباء ليست متاحة للناس سوى بعض الساعات القليلة في اليوم الواحد، بدون الكهرباء، لا يمكن تخزين البضائع القابلة للتلف، وتأثرت بذلك بنوك الدم والمستشفيات والامدادات الطبية، خاصة مع شحة الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
ارتفاع سعر البنزين يعني ان ناقلات المياه التي تزود بشريان حياة عند توصيلها المياه الى بيوت الناس، قد وضعت جانباً، وهناك شحة مخيفة في المياه، ببساطة، لا تستطيع العائلات التنبؤ بالوقت الذي يمكن ان تصل فيه ناقلة مياه امام بيت احدهم.
المخاطر الصحية الناتجة عن انخفاض استهلاك المياه واضحة. قد تكون مسألة وقت فحسب، قبل ان نبدأ السماع ان عدد كبيراً من الاشخاص متضررون بالجفاف، التهابات الكلى وارتفاع ضغط الدم، حالات الاسهال الحاد قد تم ذكرها في الجنوب وظهرت نتيجة للقتال الذي شرد اعداداً كبيرة من العائلات، وفقدوا فرص حصولهم على الماء النظيف.
تظهر التقارير ان اسعار المواد الغذائية تتزايد بشكل حاد، وتزيد تكاليف السلع الاساسية عن اي وقت مضى، بعض السلع كالبيض والفاصوليا تعتبر حالياً من عناصر الترف، اما اللحوم فغير متوفرة، ولا يوجد ربح يمكن تحقيقه عندما يرتفع سعر النقل والتكاليف العامة الاخرى كما هو عليه الان.
نتيجة لذلك تفتقر وجبات الناس الى التغذية المتنوعة التي تحتاجها اجسادهم، وهم يعتمدون حالياً على نظام غذائي كربوهيدراتي مع القليل من البروتين او الالياف. في العام الماضي، قدر ان اكثر من 7 ملايين شخص لا يملكون ما يكفي من الطعام اليومي، ومن المرجح زيادة هذا الرقم بتسارع في الاسابيع الاخيرة، رغم كل ذلك وحتى يتحسن الوضع الامن من المستحيل معرفة الحجم الحقيقي للمشكلة.
تستمر شحة الوقود في اذية البلاد، النفط الذي زودت به المملكة العربية السعودية غير كاف. الأسعار في السوق السوداء مرتفعة، والبنزين من نوعية رديئة، اضطر سائقو سيارات الاجرة الى مضاعفة اسعارهم، ما يجعل الناس يواجهون صعوبة ف يالتنقل في البلاد بأمان.
تدفع الاسر العادية ضريبة اثر عدة شهور من عدم التأكد في اليمن، والناس مستنفدون ومطحونون وحتى انهم بحاجة الى معرفة ان الحياة لن تكون بهذه الصعوبة دائماً.
لسنوات، لم تقدم الدول الغنية التمويل الكافي للبلد الافقر في الشرق الاوسط الوسائل العديدة مثل خطة الامم المتحدة للاستجابة الانسانية مجمع الاموال الذي يقصد به الاستجابة للقضايا التي تهدد الحياة في جميع انحاء البلاد لم يتم دعمها بالشكل الكافي.
لا يمكن للمجتمع الدولي ببساطة ان يبقى مكتوف اليدين لفترة اطول. يجب على البلدان المانحة ضمان ان يتم نقل الاحتياجات الانسانية ورفاه المواطنين اليمنيين الى رأس قائمة الاولويات، يجب الا تشوه المخاوف الامنية والاجندات المحلية استجابة الدول الغنية لهذه الازمة.
برغم التحديات المستمرة التي تواجهها الفرق الانسانية في القيام بالمهمات التي تشتد حاجة الناس اليها، صعدت الاحتياجات بشكل واضح ويمكن ان نرى حالياً ان الدعم العملي المطلوب على وجه السرعة من خلال العمل مع الامم المتحدة وغيرها، يمكن للبلدان الغنية بسرعة ان تلعب دوراً فعالاً.
التمويل المستهدف من خلال القنوات هو ما سيضمن احداث فرق على ارض الواقع/ يمكن للعديد من الخيارات ان تؤدي دورها بما في ذلك تصعيد صندوق الرعاية الاجتماعية القائم (الذي يقدم بالفعل مدفوعات نقدية للاسر الاكثر فقراً).
المشاكل في اليمن منتشرة على نطاق واسع. ويجب على البلدان الغنية الا تتخلى عن اليمن. بل ان تعثر على طرق مبتكرة لتلبية احتياجات الناس على نطاق واسع، هذا صعب، لكن ليس مستحيلاً وقد تم القيام به في اواضاع هشة مشابهة في اماكن اخرى.
التحديات في اليمن لا يمكن حلها بين عشية وضحاها، لكن بالتأكيد ليس هذا سبباً لتأجيل معالجتها.
كوليت فيرون هو مدير منظمة اوكسفام في اليمن.
نشر الموضوع في (ذا ناشنال) في 21 يوليو 2011.
ت: عبدالرحيم الكسادي، ترجمة خاصة بـ (الشارع):
كوليت فيرون
نقلا عن صحيفة الشارع