مغترب يمني..اعتقلوه وسجنوه ورحلوه فخسر كل أمواله
كان سكري إسماعيل قاسم أبو طالب (من أهالي رازح– محافظة صعدة) مغترباً في السعودية لسنوات طويلة وقد استطاع خلال تلك السنوات تكوين رأس مال يفوق أحد عشر مليون ريال سعودي يستثمره في محلات ذهب بالإضافة إلى مكتب مقاولات لتأجير السيارات ومعدات أخرى.
ما حدث هو أن المباحث العامة في السعودية اعتقلوه واقتادوه من مكان عمله في مكة إلى السجن ليقضي فيه قرابة 28 يوماً بدأت بتهمة الدعم اللوجستي للحوثيين ولم تثبت عليه التهمة وبعدها أخبره المحقق أن تهمته في أن شقيقة زوجته في السجن وهي التي اختطفت من قبل حرس الحدود السعوديين وأخفوها لعدة أشهر قبل أن يطلقوها مع المجهولين المرحلين من السعودية.
ثم نقلوه إلى جدة واختفت تهمة دعم الحوثيين وظهرت تهمة “القاعدة” ولم يثبت منها شيء ومع ذلك بقي في السجن لمدة سنة وثلاثة أشهر ثم أعادوه إلى مكة واستمرت عملية التحريات حوله من المباحث إلى الجوازات ولم يجدوا عنه شيئاً مخالفاً للقانون. في يوم من الأيام خلال هذه الفترة الأخيرة في مكة جاءه أحد الضباط وأخبره بأن لديه مكرمة من الأمير محمد بن نائف كتعويض عما لحق به وأعطاه ألف ريال سعودي فقال سكري أبو طالب للضابط إذا كان الأمير قد تكرم عليّ بألف ريال فخذ ألفي ريال مني وأعطيها للأمير مكرمة مني.
فأعادوه إلى جدة مرة ثانية وبقي في السجن قرابة شهر وبعدها أخذوه إلى المطار ومنه إلى مطار جيزان وبعدها إلى الحدود مع المجهولين ولم يأشروا على جوازه بل رموا به مع غيره في حرض.
يتذكر سكري إسماعيل أبو طالب أنه وجد سجناء يمنيين في سجون المملكة منذ سبع وتسع سنوات بتهم تافهة وذكر منها على سبيل المثال وجود سجين يمني بتهمة بيع عسل لشخص مطلوب أمنياً حيث كان اليمني يعمل في محل بيع عسل، فخلف قضبان السجون حكايات تدمي القلوب.
عاد سكري أبو طالب إلى قريته تاركاً كل أمواله وتجارته وكل ما كسبه خلال سني الغربة ومنذ ذلك الحين وهو يراجع ويتابع في الجهات المختصة ولم يجد شيئاً.. ذهب إلى وزارة الخارجية ووزارة المغتربين ووزارة حقوق الإنسان ومجلس الوزراء ومجلس النواب ولكن دون جدوى.. أكثر من أحد عشر مليون ريال سعودي لا يعرف مصيرها فمن سينصف سكري أبو طالب؟