صفعة لتيار الاسلام السياسي ام سقوط للنخبة السياسية في مصر؟

انه يوم صعب. يوم سيىء لمصر والثورة، يفصل بين عهدين وزمنين كلاهما كابوسي. حكم من اعلى محكمة في مصر، ظاهره بطلان ما كان يفترض ان يكون 'برلمان الثورة'، الا ان باطنه سقوط نخبة سياسية فشلت في الارتقاء لمستوى المرحلة وتطلعات شعبها. تهافتت وتصارعت على قطف ثمار لم تنضج، فضاعت واضاعت معها الثورة وربما مصر، لا قدر الله.
اتفقت على الا تتفق، وتحكمت في خيارات اغلبها منافع شخصية وذوات متورمة، وسط اجواء مسمومة من التهافت وانعدام الثقة وغياب الرؤية. فكان الحصاد مزيجا من المرارة وخيبة الامل، حتى ان كثيرين استقبلوا حل البرلمان بالارتياح.
برلمان دفع الشعب اغلى ما يملك ثمنا له: دماء الشهداء، الا ان اغلب اعضائه انشغلوا بالتناحر وبالظهور وبرامج التوك شوز اكثر من هموم ناخبيهم وقضاياهم، قبل ان يشغلوا الناس بفضائح لـ(نواب محترمين) تتعلق بالتجميل وارتكاب فعل فاضح بالطريق العام والسب والقذف وغيرها.
اطلقت المحكمة الدستورية رصاصة الرحمة على برلمان وافق على البقاء لمجرد البقاء، بعد ان بقيت حكومة لا تتمتع بثقته في مكانها رغم انفه، الذي يفترض ان يكون انف الشعب.
غرقت السفينة او تكاد، بعد ان اصر نواب تيار على اضافة عبارة 'بما لا يخالف شرع الله' الى القسم الدستورية، الا انهم لم يصروا على احترامه دائما في سياساتهم او سلوكياتهم. وبعد ان توهمت جماعة انها تستطيع ان تستأثر بكل شيء، وان تغير هوية المصريين وطبيعتهم، فسقطت فريسة لشهوة الحكم واستعلاء السلطة.
انها صفعة دون شك لتيار الاسلام السياسي،وفشل في اختبار كان الاول، ويخشى كثيرون ان يكون الاخير. الا انه يبقى درسا قاسيا للجميع يجب التعلم منه، قبل فوات الأوان.
المصدر – 'القدس العربي' خالد الشامي