إجتماعية

في رحلة البحث عن السعادة..حليمة تخون تاجر وتتزوج أحد عملائها

 

المستقلة خاص ليمنات:

 

اغرورقت عيناها بالدموع وبدأت تستعيد قصة حياتها المشبعة بالألم والتعب، قصة امتزجت بالكفاح المؤرق، وهي تلهث وراء لقمة العيش في مسارات حياتها الماضية.

وقفت تسترجع ذكرياتها في محاولة منها لإعادة بناء محطة انطلاق جديدة مغايرة لحياة البؤس مع لحظات بسيطة من السعادة الكاذبة التي عاشته على مدى 13 عاماً مضت وقفت حليمة عند البداية الأولى حين انزلقت قدماها إلى دائرة العبث، محاولة أن تبحث عن السبب الحقيقي لذلك الانزلاق، ومتسائلة أكان السبب هو بؤس الحال وحالة الفقر المدقع الذي كانت تعيشه مع أسرتها في تلك الفترة أم السبب هو الإغراءات المادية التي لم تستطع مقاومتها ولكن مهما اختلفت الأسباب وتعددت تظل هذه الواقعة جزءاً من تاريخ مضى،

فكيف كانت بداية حليمة، التي تركت دراستها وهي في المرحلة الثانوية حين عرضت عليها إحدى زميلاتها بأن لديها فرصة عمل يمكن أن تؤمنها مصاريفها الشخصية وذلك في محل الاتصالات التي يعتزم شقيقها فتحه ويرغب أن تديره فتاة..

فطرحت حليمة  هذا العرض على  والدها  فلم يمانع.. وبدأت حليمة في العمل والإشراف على محل الاتصالات والانترنت، وبدأ يتحسن دخلها ومعيشتها وأخذت تقتني كل ما ترغب فيه من احتياجاتها الشخصية وكذلك تساعد والدها في مصاريف المنزل، وهو الأمر الذي جعلها تحظى باهتمام كبير لدى والديها وتفضيل من قبلهم على إخوانها الأمر الذي جعلها تشعر بنفسها بشيء من النوعية وأنها الأقدر والأكثر حكمة ودراية في اتخاذ قراراتها دون الرجوع إلى أهلها..

تطورت علاقتها مع مالك المحل والذي كان يملك محلات ووكالة تجارية فنقلها للعمل بوظيفة سكرتيرته الخاصة وكان يوكل إليها الكثير من الأعمال بل وتعرفت من خلال موقعها والثقة التي أولاها إياها التاجر الذي تعمل معه على الكثير من التجار والشخصيات الاجتماعية.

كانت حليمة تتلقى الكثير من الهدايا والعزائم بين الحين والآخر، وكانت تقابلها حيناً بالرفض وحيناً أخر بالقبول، حسب نوع الهدية وطريقة تقديمها.

وفي هذا العمل الجديد نشأت بينها وبين أحد التجار علاقة إعجاب وتطورت تلك العلاقة إلى الحب، فقد صارحها التاجر ذات يوم بأنه لم يعد يستطيع كتمان حبه المتوقد ولابد، أن يفصح لها بذلك الحب الذي أحرمه نومه فردت عليه حليمة بابتسامة أوحت له بأنها تبادله نفس الشعور وهي الحقيقة التي تعايشها حليمة حيث كانت تشتاق لرؤيته كثيراً إذا ما انقطع عنها يومين أو ثلاثة أيام ولا تدري ما هو، الإحساس ذلك الذي يؤرقها حتى أقنعت نفسها أنه هو الحب بعينه ومع الأيام تطورت علاقة الحب بين الاثنين وعرض عليها ذلك التاجر الزواج وأشترط أن يكون الزواج عرفياً لفترة حتى يستطيع ترتيب أوضاعه واقناع اسرته، ثم يتم إشهاره رسمياً، وافقت حليمة أمام الإغراءات المادية التي كان يغرقها بها التاجر وإلحاحه على الزواج،  وعبارات الحب التي كان ينثرها استأجر التاجر  شقة لحليمة وجرت مراسيم الزفاف سراً وبعد مرور أسبوع من الزواج بدأ يطلب منها بعض أسرار عمل التاجر، التي تعمل لديه وهي تجيب عليه..

توالت الطلبات إلى أن طلب منها بعض الأوراق والعقود الرسمية التي تخص التاجر مع بعض الشركات الخارجية رفضت في البداية ولكنه عرض عليها مبلغاً ضخماً مقابل ذلك، ورسم لها المستقبل الجميل الذي ينتظرهما معاً حيث سيغرقان في  الثراء وأنهما سيكونان شركاء في تلك التجارة حيث يمكنها أن تؤمن لأسرتها حياة معيشية مستقرة..

لم تستطع مقاومة تلك الإغراءات ونفذت تلك الخطة التي رسمها زوجها سراً وقامت بسرقة تلك الأوراق وتسليمها لزوجها، وبدوره قام بإجراءاته وتلفيقاته ليحصل على توكيلات من تلك الشركات فيما تفاجأ ذلك التاجر بتلك الإجراءات التي قامت بها الشركات التي تربطه معها بعقود، ذهب يبحث كانت لم تعد موجودة لديه واجهته صدمة كبيرة، اتخذ إجراءات سريعة حيث قامت جهة الاختصاص بالتحقيق في القضية والتي كشفت أن حليمة من قامت بتسريب تلك الأوراق والعقود، وتم إحالتها للنيابة، أما زوجها فقد طلقها بعد أن فاز بما كان يخطط له قضت حليمة مدة عام ونصف في السجن، ثم أطلق سراحها لكنها خرجت مطرودة لم يقبلها أهلها في المنزل بعد أن خانت الأمانة، بل كانت الصاعقة عندما علم والدها بزواجها السري من ذلك التاجر، التي غدر بها وأوصلها إلى تلك النهاية المأساوية.

حليمة كانت تحتفظ بمبلغ كبير ثمن خيانتها وثمن حياتها، لكنها أضحت حائرة ماذا تفعل بالمال وقد تخلى عنها الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى