فضاء حر

المشترك بلا مشترك !

يمنات

للمشترك ايجابيات وسلبيات كثيرة ولكن اخطر سلبياته انه جمد الحياة السياسية وجعل خيارات الشعب السياسية ضيقة ومحدودة وتحول اطار او خيمة المشترك الى ملجئ اَمن لعديد من قيادات اطرافه من حساب او من محاسبة هيئاتها الحزبية وغطاء لعجز هذه القيادات في خلق الفاعلية والمبادرة السياسية سواء على مستوى احزابها او على مستوى المشترك او على مستوى الراي العام والحراك الشعبي والعملية السياسية عموما..

المشترك تعطلت فاعليته حين فرض عليه السير بعجلات الطرف الاكثر جاهزية واصبح المواطن العادي لا يفرق بين المشترك وبين "الاصلاح" وان كان خطاب الدكتور ياسين -بين فترة واخرى- يخلق فرقا نسبيا هنا وهناك ولكن بدون اي مفاعيل مؤثرة على الواقع اليمني وعلى القرار السياسي للمشترك تحديدا.

المشترك بدا بقضية مشتركة واحدة ولكن واضحة وانتهى بالقضايا كلها ولكن بدون قضية واحدة "واضحة او مشتركة ".

على المشترك ان اراد ان يبقى مشتركا ان يقف مع ذاته ويطرح على نفسه وبين اطرافه المختلفة قضايا الوطن الكبرى والمصيرية للحوار الجاد والصريح وليتبين بعدها اين تتفق اطرافه فيها واين تختلف واين تتفق اطرافه او بعضها مع بقية الاطراف السياسية والاجتماعية من خارج المشترك واين تختلف …؟

…اذا عمل المشترك هذا -وهو للأسف لن يعمل- يمكن حينها ان يحدد المشترك ما اذا كان هنالك حاجة لاستمراره مشتركا ام انه بحاجة الى مشترك اخر وحول قضايا محددة وواضحة اخرى هي قضايا الوطن اليوم وفي المستقبل" معالم وحدود الدولة المدنية "وليس قضايا الامس" التي انحصرت في مواجهة استفراد صالح بتقرير مصير الانتخابات ونظامها الانتخابي وشروط واليات صحتها ونزاهتها..

لقد ذهب المشهد الذي تشكل فيه المشترك اول مرة بكاملة واصبح المشترك او قياداته هي المشهد نفسه ولا يصح ان يبقى المشهد الاصل صورة وانعكاسا لمشهد اخر وعهد مختلف.

ما يؤسفني ان قيادة المشترك تصر حتى اللحظة على السير بالمشترك ولكن بدون قضية مشتركة، مثلما تصر على سياسية الهروب الى الامام ولكن بعجلات طرف واحد لا علاقة له لا بالمشترك ولا بالشراكة الوطنية بل ان سياساته وممارساته على النقيض من ذلك تماما.

لا يوجد تفسير منطقي او موضوعي يفسر هذا الوضع الغريب حتى ليخيل لي انه لم يعد هنالك ما يبرر بقاء قيادات المشترك مع بعضها بعضا في خيمة واحدة سوى الخوف من بعضها بعضا او من هواجس وتهويمات لاو جود لها اصلا وان كانت بعض هذه القيادات قد نشأت وشاخت على وقعها.

…ما يؤسفني وامام هذا المشهد السياسي اليمني الجامد ان اقول بان السياسة قد ماتت وشبعت موتا في المشترك وفي اليمن عموما، وان الازمة التي تفجر ثورة شعبية عظيمة قد عادت لتكون ازمة سياسية عظيمة ايضا ولكن بأدوات الازمة السياسية السابقة للثورة العظيمة نفسها.

لا وجود في المشهد السياسي اليمني اليوم للثورة الشعبية ولا تأثير للعامل الشعبي على الاحداث والتطورات السياسية حتى ولو بالحد الادنى.. الامر الذي يعني ان الثورة لم يعد لها وجود او تأثير حتى على قرار وسياسات احزاب الثوار.. احزاب المشترك.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى