حوارات

القيادي الجنوبي محسن بن فريد: تجربة الوحدة انتهت وهناك تحركات أممية لحل قضية الجنوب

يمنات – متابعات

قال القيادي الجنوبي البارز محسن محمد بن فريد, أمين عام حزب رابطة أبناء اليمن (رأي), إن هناك تحركات سياسية مكثفة هذه الأيام هدفها عقد لقاء جنوبي برعاية خليجية وأممية سيفضى لقيادة جنوبية موحدة للتفاوض حول القضية الجنوبية.

وقال بن فريد, خلال لقاء صحفي نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية, إن تجربة الوحدة قد انتهت بحرب صيف 94, مضيفا أن هناك مقولة أصبحت شائعة اليوم تقول: "قبل عام 90 كنا شعبا واحدا ودولتين, والآن نحن شعبين ودولة واحدة, وأعتقد أن من الأفضل أن نعود كما كنا, تجمع بيننا المصالح المشتركة بدلا من الاحتقانات, وكلما أدرك العالم هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه وساعد على تلبيه مطالب أبناء الجنوب, قصرنا أمد المشكلة وأبعدنا أبناء الجنوب عن القوى التي تسعى الآن لاستغلال آلام أبنائه لتضع لها قدما هناك".

 

    بداية, ما هو موقفكم من الحوار الوطني في صنعاء؟

    – في الحقيقة, الحوار الوسيلة الحضارية الراقية لحل مشاكل البشر؛ فما بالكم عندما يكون بين الإخوان والجيران؟! أما نحن كحزب وكحراك جنوبي, فلم نكن طرفاً في المبادرة الخليجية وبالتالي لم نوقع عليها.

    والحوار هو أحد مخرجات المبادرة الخليجية, لهذا تلقينا دعوة كريمة من مجلس التعاون والتقينا بأمينة العام في 18 ديسمبر 2012, وأكدنا له أننا لا نرفض الحوار في المطلق؛ ولكننا نرى أن حوار صنعاء هذا ليس هو الإطار المناسب لمعالجة "القضية الجنوبية" الى جانب أن اللوائح والنظام الداخلي لحوار صنعاء الراهن لا يتيحان ولا يمكنان الجنوبيين من شيء.

    وتمنينا من الدكتور الزياني أن يتبنى المجلس مبادرة ثانية خاصة بالقضية الجنوبية, تقوم على أساس تفاوض ندي بين الشمال من جانب والجنوب من جانب آخر, وأن يكون هذا التفاوض تحت رعاية وإشراف وضمانة مجلس التعاون والأمم المتحدة, وأن يتم التفاوض خارج صنعاء, وطرحنا نفس وجهة النظر عندما تلقينا دعوة كريمة من مماثلة من بن عمر, ممثل الأمم المتحدة في اليمن.

 

    لكن من يرى أنكم لا تمثلون الجنوب…؟

    – نحن لم ندعِ أننا نمثل الجنوب, ولكننا نؤكد أننا جزء من الجنوب, ذلك الجزء الذي يمثل الأغلبية في الجنوب والجزء الذي خرج في مليونيات متعددة في الأشهر الأخيرة وعبر عن آماله وطموحاته في إقامة دولة جنوبية فيدرالية تحقق الأمن والاستقرار.

 

    إذن ما هي رؤيتكم لحل الإشكالات التي تعترض اليمن؟ وبما يضمن بقاءه موحدا؟

    – نحن من جيل كان يحلم فقط بالوحدة اليمنية, بل بالعربية والإسلامية, ولكننا نتألم للتجربة الوحدوية المأساوية التي مررنا بها في الـ22 سنة الماضية, فكما خرج شعب الجنوب عن بكرة أبيه في عام 90م احتفالا بالوحدة, ها هو اليوم يخرج بالملايين رافضا لهذه التجربة, ونحن نعتقد أن تجربة الوحدة قد انتهت بحرب صيف 94, تلك الحرب التي شنت على الجنوب, وهناك مقولة أصبحت شائعة اليوم تقول: "قبل علم 90 كنا شعبا واحدا ودولتين.. والآن نحن شعبين ودولة واحدة, وأعتقد أنه من الأفضل أن نعود كما كنا, تجمع بيننا المصالح المشتركة بدلا من الاحتقانات, وكلما أدرك العالم هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه وساعد على تلبيه مطالب أبناء الجنوب كلما قصرنا أمد المشكلة وابعدنا أبناء الجنوب على القوى التي تسعى الآن لاستغلال آلام أبنائه لتضع لها قدما هناك.

 

    لكن أمين الحزب الاشتراكي يرى أن الحل هو النظام الفيدرالي وليس الانفصال. ما تعليقكم؟

    – ذلك رأيه, وأنا أحترمه؛ ولكنني أختلف معه, الى جانب أن لأعضاء الحزب الاشتراكي في الجنوب رأيا غير رأي أمينهم العام, وطالما طرحت هذا الموضوع لك أن تعلم أن حزبنا كان الرائد في طرح البدائل العلمية لأزمة الوحدة منذ عام 1997. فقد قدمنا في تلك السنة مشروعا كاملا للحكم المحلي كامل الصلاحيات.

    وفي عام 2005م قدمنا مشروعا للإصلاح الشامل يقوم على ضرورة تبنى النظام الفيدرالي بدلا من النظام المركزي, وفي يناير عام 2008م قدمنا مشروعا لتقسيم البلاد الى خمسة اقاليم وصنعاء عاصمة سياسية وعدن عاصمة تجارية, وعلى ضواحيها تزايدت الاحتقانات في الجنوب وصعود مد الحراك الجنوبي, وقدمنا في شهر مارس عام 2010م ومن داخل صنعاء نفسها مشروعا لتبني نظام فيدرالي بين الشمال والجنوب كأخر أمل يمكن أن يبقى على شكل من أشكال الوحدة, وقوبلنا في كل تلك المراحل بالاتهامات بالانفصالية.

 

    ماذا عن مشاوراتكم مع ابن عمر والزياني؟

    – أشرت في إجابتي على السؤال الأول الى ما تداولناه معهما حول جوهر القضية الجنوبية. وتم التوصل الى قناعه بضرورة عقد لقاء جنوبي شامل يضم كل القوى المؤمنة والمتبنية لقضيتنا وأهدافها برعاية مجلس التعاون والأمم المتحدة, على أن يفضى ذلك الى رؤية جنوبية موحدة وقيادة جنوبية موحدة أو تنسيقية.

    وحينها يمكن الذهاب الى أخر الدنيا للحوار أو التفاوض حولا لقضية الجنوبية.

    وقد وافق كل من الزياني وابن عمر على تبني ورعاية هذا اللقاء الجنوبي, وسيحدد مكان وزمان هذا اللقاء من قبلهما خلال الفترة القصيرة القادمة. ونحن نسعى الآن مع غيرنا لتشكيل لجنة تحضيرية جنوبية تشمل كل المكونات وفي المقدمة الحراك السلمي الجنوبي والمكونات الشبابية والمرأة.

 

    هل تلقيتم وعودا بتحقيق مطالبكم في الانفصال أو ضمكم الى الحوار الوطني؟

    – عندما التقينا بالزياني ثم بن عمر في دبي أكد كل منهما على أنه لا توجد لديهما حلول جاهزة. وأنهما لن يفرضا أي حل على طرف من الأطراف المعنية. وأن هذا أمر يخص الأطراف المختلفة والمتصارعة, وأكد كل منهما أنهما والمنظمة أو الجهة التي يمثلانها لن يكونا سوى عاملين مساعدين ومسهلين لما تتفق عليه الأطراف المعنية, وأن ما يهمهما ويشغلهما هو حفظ اليمن من الانجراف الى أتون العنف والصراعات الدموية.

 

    ما هي علاقتكم بعلي سالم البيض؟

    – ليست لنا الآن علاقة مباشرة بعلي سالم البيض. وهو قد اختار على ما يبدو الانفراد بنفسه بعيدا حتى الآن عن بقية الفصائل والشخصيات الجنوبية. اجتمع به رئيس حزبنا السيد عبد الرحمن علي الجفري, وعدد من الشخصيات الجنوبية الأخرى, في تركيا, قبل عام تقريباً, وذلك بهدف إقناعه لينضم لاصطفاف جنوبي واسع- نسعى له منذ فترة- يقضي الى رؤية جنوبية موحدة وقيادة جنوبية موحدة او تنسيقية. وقد وافق على الفكرة, إلا أنه تراجع بعد ذلك, ولا تزال المحاولات والمساعي جارية لينضم للركب الجنوبي الشامل.

 

    – لكن البيض على ارتباط بإيران وجهات خارجية تسعى الى تحويل عدن والمدن الجنوبية الى بؤرة صراعات. ما تعليقكم؟

    – نحن نؤمن إيمانا كاملا بأن الجنوب جزء لا يتجزأ من نسيج الجزيرة العربية. وقد عانى شعب الجنوب ودفع الثمن من جراء الزج به الى المعسكر الاشتراكي والحرب الباردة بين المعسكرين (الاشتراكي والرأسمالي) في الثلث الأخير من القرن الماضي.

    وشعبنا في الجنوب لم يعد يحتمل ولا يمكن أن يقبل أن يزج به مرة ثانية في محاور وصراعات إقليمية ودولية جديدة, ونتمنى من إخواننا في دول مجلس التعاون أن يتفهموا آمال وتطلعات شعب الجنوب, وبذلك سيفوتون الفرصة على من يسعى للاصطياد في الماء العكر كي يمد نفوذه الى الجنوب ويحول مدنه وجباله الى بؤر للصراعات.

 

    هل أنتم تؤيدون العنف؟

    – لا, على الإطلاق فالجنوب قد اكتوى بنيران العنف بما يكفي, إن الجنوب ضحية للعنف الذي تحركه وتستغله وتستثمره أكثر من جهة داخلية ضمن الصراع في اليمن. والحراك الجنوبي السلمي الذي بدأ عام 2007م بدأ سلمياً, واستمر سليماً, وسيستمر سلمياً. وعظمته ومصدر قوته سلميته.

 

    ما هي توقعاتكم للحوار الوطني ولمستقبل اليمن؟

    – أتمنى للحوار كل النجاح, وأتمنى أيضاً أن يتم تفاوض بين الشمال والجنوب ويكلل بالنجاح أيضا ولكن هذه أمان. أما واقع الحال.. فالبلاد لا تزال في حالة معقدة, وفي مخاض عسير, وندعو للرئيس هادي بالتوفيق والنجاح في المهمة الفدائية التي يتصدى لها.

زر الذهاب إلى الأعلى