فضاء حر

التوسع الحوثي ومنطق المناهضين

يمنات
توسع الحوثيون بمنطق “القوة”، فتواجه النخب توسعهم بمنطق “الطائفية”..
يتمدد الحوثيون بدون شرعية ولكن بوعي “وطني” بالمعنى الفني المحض وليس السياسي أو الأخلاقي: فهم يذهبون باتجاه إب أو الحديدة باعتبارهما جزء من “اليمن” الذي يسعون للهيمنة عليه، مثلهما في ذلك مثل محافظتي عمران وصنعاء مثلا، لا باعتبارهما “شافعيتين” ينبغي إخضاعهما ل”الزيدية”.
بالمقابل؛ يناضل مناهضوا “الحوثية” ضدها استنادا إلى شرعية قوية ولكنهم يتركون هذه الشرعية ويناضلون بوعي “طائفي” ودون “وطني”: فهم مثلا يرون أن إسقاط الحوثي لصنعاء كارثة ولكنها كارثة معقولة ما دام أن صنعاء في المجال “الطائفي” “الزيدي” له، بينما دخوله إب كارثة غير مقبولة وتجاوز للخطوط الحمراء وإشعال لجحيم الحرب الطائفية و.. الخ الخطاب الذي يذهب احيانا لدعوة قبائل إب لحمل السلاح؛ وذلك، بنظرهم، لأن إب “شافعية” وليست مما هو متاح للحوثي الوصول إليه.!!!
تثير ظاهرة أنصار الله منذ نشوئها إشكاليات عصبوية معروفة في سياقاتها، لكن غالب مناهضي هذه الظاهرة يقعون في عصبوية أكثر فداحة، كما هو ملاحظ في أغلب التناولات المعلنة، إنها تناولات يومية تقول للحوثيين ان هيمنتكم على يمن “مطلع” مكروهة ولكنها مقبولة ولكن احذروا سنرميكم في البحر ان اتجهتم نحو “منزل”.
ليس مبررا لأي قوة مسلحة أن تحل محل “الدولة”، سواء في محيط اجتماعي محسوب عليها أو خارجه، وشرعية هيمنة أنصار الله القائمة الآن مستمدة من قوة الواقع لا قوة القانون، يعرف الحوثيون هذا الأمر جيدا مهما بدو غير مكترثين له. ولكن في المقابل فإن الخطاب المجابه لهم، في معظمه وبوعي أو بدون وعي، يفتقر ل”الوطنية” ويعزز من “العصبويات” أكثر مما يحاول تفكيك مخاطرها.
لن ينجح أي خطاب، ولا أي أداء، في مواجهة شرعية “الأمر الواقع” مالم يكن “وطنيا” مُخْلَصاً، وخالصا لوجه “الدولة” وشرعيتها.. خلوا من كل شائبة مناطقية أو مذهبية.. مؤمنا بيمنية صعدة ومجتمعها كإيمانه بيمنية المهرة ومجتمعها.. لا يرى الزيدي دخيلا في تعز ولا الشافعي طارئا في ذمار.. وإلا فعلى اليمن السلام.
أو بالأحرى فاقرأ على المناهضين السلام.. إنهم يحرثون في البحر، ويسلمون على غير الضيف؛ لا أكثر.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى