إجتماعية

عندما تصبح الثقة العمياء مفتاحاً للخيانة..سفرية عمل تكشف أسرار هيام

المستقلة خاص ليمنات

لا شيء أبشع ولا أمر من الخيانة فوقعها على القلب يكون أشد إيلاماً من وقع الحسام المهند ولا أحد يستطيع احتمال وجع الخيانة وإن حصلت من غريب ناهيك من أن تأتيك من أقرب الناس إلى قلبك وممن طرحت فيه ثقتك بلا شك في هذه الحالة ستكون خيبة الظن قاتلة كحال رشاد الذي غادر منزله الصغير في قلب العاصمة لقضاء سفرية عمل في دبي وهو على يقين بأن زوجته والتي هي في الأصل ابنة عمه ستحفظ شرفه وحرمة منزله في غيابه وإذا به يفيق من غيبوبة الثقة العمياء على حقيقة مفادها (لا تأمن حواء ولو كانت غنمة)..


بداية الحكاية المثيرة من أربع سنوات عندما عاد رشاد من العاصمة إلى القرية بحثاً عن بنت الحلال ليستر بها حاله ويكمل نصف دينه وقد وقع اختيار والدته على ابنة عمه هيام خريجة الثانوية وبالطبع جاء الاختيار بناء على حشمة الفتاة وأدبها وسمعتها النقية التي يشهد عليها كل من عرفها من الأهل والجيران في القرية وهذا ما كان يبحث عنه رشاد فتاة مؤدبة شريفة وإلى جانب هذا فقد كانت هيام على قدر كبير من الجمال والرقة ورغم أنها تعيش في قرية ريفية إلا أنها كانت تهتم بمظهرها كثيراً وتمنح هذا الجانب أكثر مما يستحق ومقارنة برفيقاتها من بنات القرية كانت هيام تبدو وكما لو أنها تعيش في المدينة من أناقة شكلها ونوعية الملابس التي ترتديها خصوصاً بعد خطوبتها من ابن عمها رشاد الذي لم يبخل عليها بشيء وكان يرسل لها كل ما تحتاجه في هذا الجانب وأكثر بعد أن عرف ولعها وشغفها بالزينة والعطور والملابس لدرجة أن صارت بنات القرية يحسدنها على النعيم الذي أغرقها فيه خطيبها ورحن يمازحنها بالقول (يا بختك يا هيام إذا كان يكرمك هكذا وعاد انتي مخطوبة فكيف سيعمل بعد الزواج) عقب ثلاث سنوات خطوبة كانت أجمل أيام العمر بين هيام ورشاد الذي لم يقطع اتصالاته المستمرة بها طيلة الفترة وتم الزفاف وعلى وقع ضرب الدفوف والمرافع سهرت القرية بألحان أغاني السمر وتراقصت الصبايا والشباب بينما لم تتسع الدنيا لفرحة رشاد وهو يتكئ إلى جوار عروسته الفاتنة.. انقضت ليلة العمر الموعودة واغتنم عريس الأحلام فرصة اللقاء الأول ليغمر صفاها قلبه بأمواج الحنان العاتية ويبدي لها إعجابه اللامتناهي ببريق جمالها الذي لعب بشغاف فؤاده وأفقده الصواب فلم يعد يمتلك من اسم رشاد سوى التهمة فقط..

لقد سقط رشاد في بحر  الخضوع لسطوة حب هيام من الليلة الأولى ودون أن يشعر بخطورة العاقبة أو يحسب حساباً بأنه وقع في (بحر من حلبة) كما يقولون ولن يستطيع الخروج من لجج تياراته التي رمى نفسه فيها مختاراً بل على العكس زاد في التمادي بالإطراء على هيام وبالغ في تدليعه لها حتى صار لا يرى في الكون إلا صورتها ولا يسمع إلا صوتها وكل ما قالته يعد أوامر بالنسبة له ولا يتردد في تنفيذها ولو على حساب والديه وعقوقهما..

وفي وضع الأمبراطورة الذي جعل رشاد زوجته الدلوعة تجسده باتباعه كل ما تمليه عليه من الأوامر صدقت هيام نفسها وغالت في الغنج والزنط فكانت ترفض القيام بأي عمل في المنزل بحجة أنها عروسة ومن حقها أن ترتاح وتتفرغ لإسعاد زوجها بالبقاء إلى جانبه لدرجة أنها كانت ترفض غسل ملابسها وملابس زوجها الخاصة ولهذا كان من الطبيعي أن يبدأ فتيل المشاكل بإشعال لهب جذوته بين العروسة هيام وشقيقات زوجها اللواتي لم تكف عن محاولة جعلهن مجرد خدامات لها ولزوجها مستعرضة برفع صوتها عليهن بمنتهى العجرفة والنخيط يوماً عن يوم احتدمت الخلافات ولم ينته شهر العسل حتى بلغت الأمور ذروتها ولم يحتمل والدها الذي رفض أن يعيدها إلى بيت زوجها واشترط عليها إما أن يبني لها منزلاً مستقلاً أو يسافر بها معه إلى العاصمة ويستأجر لها منزلاً تجنباً للمشاكل والمشاجرات على رأس كل ساعة..

أدار رشاد معادلة عمه الصعبة في رأسه ووجد أن أفضل الخيارين ثانيهما وهو أن يأخذ زوجته معه ويستأجر لها في المدينة وبالفعل تحقق ما كانت تتمناه  هيام التي ظلت طويلاً تحلم بالسكن في المدينة وسافرت بصحبة رشاد الذي سبق وأن كلف ابن عمه ناصر بمهمة البحث عن المنزل المناسب بحيث لا يبعد كثيراً عن مكان عمله وقد وجد المنزل المطلوب ووعد ناصر ابن عمه رشاد بالتعاون معه في المصاريف وبدفع الإيجار إذا رأي امكانية السكن معه فرحبا رشاد بالفكرة وفي أضواء العاصمة استطابت هيام نعمة الراحة والدعة فسكنت في حارة السنينة وبمرور الوقت صارت تخرج من المنزل وتواظب على الخروج إلى الأسواق والمحلات التي تبيع ملابس النساء وإكسسوارات الزينة وتتفنن في انتقاء آخر صيحات الموضة من الماكياج والملابس المثيرة لتبدو كل يوم في شكل واستايل جديد حتى أصبحت الفلوس التي يكسبها زوجها من عمله بأحد محلات بيع قطع السيارات المستعملة لا تفي بمتطلباتها ومقتنياتها الشخصية ناهيك عن مصاريف البيت والإيجار وفواتير الماء والكهرباء ولولا وجود ابن عم زوجها ناصر لخرج رشاد مجنوناً يضرب على رأسه بيده..

وجد ناصر نفسه فجأة يتحمل كل مصاريف المنزل والإيجارات ولم يكن يريد الدخول مع ابن عمه في مهاترات من البداية ولكنه ضاق ذرعاً بالحمل الثقيل الملقى على عاتقه بعد مرور ثلاثة أشهر فصارح رشاد برغبته في مغادرة المنزل والخروج للبحث عن دكان صغير فهو لا يستطيع تحمل عبء الصرف على منزل خصوصاً وأنه في بداية الطريق ويريد أن يبني مستقبله ويتزوج، عندها أدركت هيام أن زوجها لن يستطيع تحمل مسئولية بقائها في العاصمة بمفرده وسارعت بالتفكير في طريقة مناسبة لتفادي الموقف وبحدس الأنثى تأكدت أن لا شيء أبلغ في التخاطب مع رغبات الشاب ناصر أكثر من لغة الجسد الذي تتقنه تماماً وبعد أن غادر ناصر المنزل واستمر غيابه لأسبوع جاء لزيارتهم في يوم الجمعة فاستغلت هيام فرصة ذهاب زوجها لشراء القات من السوق ودخلت على ناصر بكامل شياكتها وبروائح العطر المتصاعدة من ثنايا ملابسها  وجلبت انتباه وبحركات أنثوية تشعل لهيب الغريزة الميتة فكيف إذا كان الجالس أمامها شاب في مقتبل العمر وفي أثناء الحديث اعترفت له بعدم قدرتها على احتمال غيابه عن المنزل ومظهرة له شغفها بوسامته ورغبتها  للدخول معه في أعماق بحر الحب  وبين مشاعر الشك والحيرة  وجد ناصر نفسه كتلة مشتعلة وهيام تحنو عليه بسيل من عبارات الغرام حتى خرست لسانه وتحدثت بالنيابة عنها رغبة الشاب المغتلية في مجرى دمه ولم يعد إلى رشده إلا بعد أن وقع الفأس في الرأس وفوق ذلك لم تترك له هيام الفرصة ليندم على ما أقدم عليه أو يراجع نفسه فراحت تجره إلى بحر الهوى الساخن أكثر حتى عاد إلى الإقامة في المنزل وأصبح يختلي بها في الأوقات التي يكون فيها رشاد مشغولاً بالعمل في المحل، وحتى عندما كان يعود الزوج رشاد ويجد ناصر مع زوجته هيام لم يكن يشك في شيء فقد كان يعتبر ناصر كأخيه.

 في غفلة الأعين تجاوزت علاقة هيام بناصر حدود القرابة وبالذات بعد أن أبعدت الزوج المخدوع رشاد سفرية عمل لجلب قطع غيار من دبي برفقة مالك المحل والبحث عن شركة يكون وكيلاً لها وقد استمر غيابه لفترة ثلاثة أشهر ليأخذ العاشقان راحتهما في التمتع بنشوة الحب المسروق والجو الخالي من المضايقات وكانت الحصيلة أن عاد رشاد ليجد زوجته التي تصورها يوماً مليكة الطهر والعفاف تعاني من آثار بداية الحمل.. دارت به الأرض وضاقت عليه بما رحبت ولم يتمالك أعصابه فانهال على هيام بالضرب المبرح حتى شارف على قتلها ولتنقذ نفسها من بين يديه اعترفت له بالحقيقة مع بعض التحريف حيث صوَّرت له بأن ناصر استخدم معها القوة في غيابه فما كان منه إلا أن استل خنجره وخرج باتجاه المحل الذي يعمل فيه ناصر وهناك بادره بعدة طعنات كادت أن تودي بحياته لولا أن تداركه العمال في المحل وانتزعوا الخنجر من يده وقاموا بإسعافه إلى أحد المستشفيات القريبة من المحل وبعدها تم الإبلاغ عن الحادثة لتتدخل الشرطة وتباشر التحقيق في دوافع الجريمة مع الجاني رشاد الذي أدلى باعترافاته بفعلته وكذلك زوجته التي اعترفت ببقية التفاصيل.

زر الذهاب إلى الأعلى