فضاء حر

اللواء علي محسن بين محنتي اجترار الماضي، واختيار التوبة المشروطة بحقوق العباد ( 1- 2)

 يمنات

• في حواره مع صحيفة الجمهورية الصادرة يوم السبت 29 سبتمبر المنصرم ظهر اللواء علي محسن كالمعتاد أكثر هدوء وعقلانية وثقة وتفاؤل في قادم الوطن.

• إن كان ثمة شيء جديد في هذا الحوار عن الحوارات السابقة معه في عديد من وسائل الإعلام فهي في اعترافاته – التي سنأتي عليها لاحقا – كوأد آمال وتطلعات الشعب, او نعته الذين تسنموا المسئولية في اليمن, بـ"المشاريع الصغيرة" وأصحاب النفوس الضيقة, ووصفه لـ"صالح" ونظامه السابق بالعصبوية, والتجهيل, وهدم القيم والأخلاق ودعم الانفصال بقوة, وكذا في إشارته إلى "رؤية للتغيير" بعد 1994م كان قد أعدها مع بعض المسئولين منهم الرئيس الحالي (عبد ربه) ولم يتمكنوا من تحقيقها, وغير ذلك مما سنأتي عليه لاحقاً.

• كان في استطاعة الزميل (الشرعبي) الذي قام بالحوار أن يستنبط اسئلة أخرى على ضوء بعض الاعترافات أو الإقرارات التي صرح بها اللواء إلا إن كان الحوار قد تم بطريقة الاتفاق على أسئلة محدودة سلفاً أو بطريقة تسليم الأسئلة واستلام الإجابة.

• عموماً قد احتاج إلى حلقات, وحلقات لتحليل حديث اللواء الركن علي محسن لصحيفة الجمهورية, ومواجهته بحقائق على الأرض, ومعطيات ثلاثة عقود ونيف لا يكفي الوقوف أمامها بالاعترافات وحدها بعد (خراب مالطا) فالرجل كان ومعه طابور كبير في مقدورهم إحباط محاولات (صالح) في الذهاب بالبلاد إلى الهاوية إن أرادوا كما انهم لم يكونوا مجرد جمهور يشاهد لعبة عبثية فحسب بقدر ما كانوا ظالعين في حروب (صالح) وحسمها لصالح نظامه, وبالقدر الذي كانوا على وعي بكل سياساته الكوارثية علاوة على الثروات التي كدسها من اموال الشعب.

• إننا اليوم عندما نجاهر بمواقفنا بشأن (علي محسن) وكل من عمل مع (صالح) فهذا ليس نابعاً من وعي زائف بشأنهم, ولا نتاج تربية فكرية خاطئة عنهم, ولا اندفاع لحساب فئة معينة استلمنا ثمنه منها.

• إن قسوتنا على (قائد الفرقة الأولى مدرع) ليست مبنية على مواقف شخصية, او رواسب تراكمت بفعل دعاية موجهة أو مغلوطة, وإنما نتاجاً لكوارث عشناها, وفرص كانت ثمينة لأن تضع اليمن في مكان محترم بين خلق الله, غير أنهم كانوا جميعاً ظالعين في انتاج كوارث الحروب, وتضييع ممكنات أن نكون أفضل مما نحن عليه.

• ذلك هو الذي بين الشعب و (علي محسن) مستقبل الوطن خاصة عندما تكون المؤشرات ظاهرها (التوبة النصوحة) وترك الماضي خلفنا والتطهر منه, باطنها (اللا توبة), واجترار الماضي بدمويته وإنتاج المزيد من أدرانه, وعلى نحو اخص إن الذي بيننا وعلي محسن تحديداً أنه يستطيع ان يضع حداً لا نقول لكل وإنما لكثير من مشاريع الجرف التي ما فتأت تواصل جرف طموحات الشعب في التغيير عبر سلوكياتها الممنهجة على ثقافة الالغاء والاقصاء والاحترابات الاجتماعية والدينية والمذهبية.

وعندما أقول انه يستطيع ذلك فمن منطق ومنطلق تصريحاته في ضرورة بناء دولة مدنية ديمقراطية الفيصل فيها النظام والقانون حد ما جاء في حواره مع صحيفة الجمهورية، ومن منطلق اعترافاته بأخطاء الماضي, واستعداده للمثول أمام أي  محاكمة, ومن منطلق أنه يقف في نقطة المركز وحيدا ويستطيع أن يتحرك لإيقاف عدة محاور في كمحور امراء الحروب الجهاديين من العودة إلى تصفية بقايا نجوم الوطن الشريفة، ومحور الانتهازيين الهاربين من النظام السابق إلى ثورة الشباب لحرفها عن أهدافها, ومحور القبيلة المتأصلحة من إصرارها على البقاء فوق الدولة فوق الشعب فوق الدستور والقوانين, ومحور التجار المتأسلمين, ومحور سعودة اليمن.

وحدة(علي محسن) المطالب اليوم بتوبة نصوحة لإثبات حقيقة تأييده للثورة.

من كل هذه المقدمة الطويلة التي ستتضح من خلال الاسئلة المستنبطة من حواره مع صحيفة الجمهورية, ونطالبه الاجابة عليها لاستجلاء المزيد من حقائق نواياه لاسيما وان ما وراء بعض السطور محمولات لا يجب الركون على ظاهر النوايا الحسنة، ولا الاقرارات الصادقة – فالعبرة ليست بالنوايا والأقوال, وإنما العبرة بوقائع الأحوال, وملموسات الأفعال. يتبــع

زر الذهاب إلى الأعلى