فضاء حر

مأزق مؤتمر الحوار

المشكلة التي ستواجه مؤتمر الحوار المرتقب تتمثل في أن القوى التي ستتحكم به هي القوى ذاتها التي خلفت المشاكل المفترض بهذا المؤتمر نقاشها، والإتفاق على حلول لها. القوى المتورطة بالفساد، وتدمير اليمن، ونهب الأراضي في الجنوب، وفي حرب 94، وحروب صعدة، مازالت تسيطر على الحياة السياسية لهذا ستسيطر، بالضرورة، على مؤتمر الحوار ونتائجه.

كان يفترض أن تظهر قوى وطنية جديدة بعد "ثورة الشباب"، مع تصعيد القوى الوطنية التي كانت غائبة أو مغيبة. وكان من الطبيعي أن يتم مؤتمر الحوار بين هذه القوى لمناقشة وضع البلد، والاتفاق على تصورات عملية لمعالجتها. بيد أنه من الواضح أن حضور مراكز القوى التقليدية سيكون حاسماً في مؤتمر الحوار، الذي يُراد، كما يبدو من سياق الترتيبات والتطورات، عقده باعتباره تحصيل حاصل، وإسقاطاً لواجب ورد ضمن اتفاق نقل السلطة.

من الذي اعاق تنفيذ النقاط الـ 20؟ ببساطة؛ يُمكن القول أن حضور هذه القوى التقليدية المتورطة بعمليات الفساد، والنهب، هو من حال ويحول دون تنفيذ هذه النقاط. هذا الحضور ذاته سيحول دون حدوث أي إصلاحات، أو معالجات للمشاكل الوطنية الكبرى.

حتى اليوم؛ لم تعتذر مراكز القوى هذه عن تورطها في حرب صيف 94، أو حروب صعدة، ما بالكم بموافقتها على إعادة الأراضي المنهوبة، وغيرها من القضايا. 

من حائط الكاتب في الفسيبوك

زر الذهاب إلى الأعلى