كيف ينطق وزير خارجية قطر اسم “الائتــــلاف الوطنــــي الســـــوري”؟

يمنات
الشعب السوري في أمس الحاجة للحرية والكرامة والتخلص من نظام بشار الأسد الديكتاتوري الفاسد، لكن المشكلة أن الثورة السورية لم تقدم وعدا بالحرية والكرامة لهذا الشعب قدرما أطلقت وعيداً بنقيضيهما بعد أن دخلت عليها مختلف العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي حولتها إلى نوع من "الثورة المضادة" الصرفة، وفي مقدمة هذه العوامل: الدعم غير المحدود من بلدان معادية لثورات وتحرر الشعوب كالسعودية وقطر.
لست هنا في صدد مناقشة الموضوع السوري ولا حتى مناقشة آخر تطوراته الذي تمثل في حدث: إعلان تأسيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في الدوحة مساء الاثنين والذي اعترفت به الجامعة العربية صباح اليوم الثلاثاء باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري والمحاور الاساسي مع الجامعة العربية.
من الجيد أن تدعم الجامعة العربية بكل أعضائها أحلام الشعوب العربية في التحرر من الاستبداد، لكن الشكوك هيمنت على الدوام وما تزال تهيمن على أية خطوات لها ترتدي جلباب دعم الشعوب في مواجهة أنظمتها القمعية والفاسدة ولاسيما حين تتبناها أنظمة قمعية وفاسدة مناهضة لتحرر شعوبها وشعوب المنطقة كما هو الحال مع نظامي الرياض والدوحة.
إذا كنتم قد استمعتم إلى وزير الخارجية القطري في المؤتمر الصحافي الذي اعقب اجتماع وزراء الخارجية العرب، فلابد أنكم لاحظتم شيئا في طريقة نطقه لاسم "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي تم الإعلان عن تأسيسه في الاجتماع.
في مقطع قصير من حديث حمد بن جاسم ال ثاني بثته قناة الـ(بي بي سي) في إحدى نشراتها الخبرية صباح اليوم الثلاثاء، سمعت الوزير القطري يكرر اسم "الائتلاف الوطني السوري" على لسانه ثلاث مرات داعيا الجميع إلى الاعتراف به باعتباره "الممثل الشرعي والوحيد للمعارضة السورية".
لكن المفارقة أنه كان ينطق اسم الائتلاف الجديد بطريقة غير مطمئنة ولا مبشرة بخير. كان يقول: "الإتـْــــلاف الوطنــــي الســــوري" تارة، وتارة أخرى: "الإتـْــــلاف الســـوري"!
هناك مثل لم أعد أتذكره حرفياً، لكني أعرف مضمونه الذي يفيد أن أقلام القدرة تتجلى على ألسنة البشر وهفواتهم، إن لم تخني الذاكرة. والمعنى أن الناس يقولون أشياء دون قصد تتحول إلى حقائق. وأخشى أن ينطبق هذا المثل على خطأ حمد بن جاسم في نطق اسم "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، بحيث إنه لن يقود سوى إلى الاستمرار في إتْـــــــــلاف قوى الثورة والمعارضة السورية وإتــــــلاف سوريا عموما.
لينقذك الله يا سوريا من نظامك الديكتاتوري البشع، كما من الدعم الخليجي الذي لا يقل عنه ديكتاتورية وبشاعة، الدعم الذي أغرق ثورتك وقضيتك العادلة في حرب أهلية طائفية حقيرة ما تزال تستعر داخلك منذ عامين، الدعم التدميري المضاد لمعنى الثورات الشعبية ومعنى الأوطان والذي أخشى أنه لم ولن يقود تطلعات شعبك الإنسانية وتطلعاتك الوطنية كبلد سوى إلى مزيد من "التَــلَــــــف"!
من حائط الكاتب على الفيسبوك