فضاء حر

جريمة الجراف لايمكن “تطييف” اليمن !

يمنات

القتلة والمجرمون من داخل وخارج اليمن يسعون بكل الطرق والوسائل الى تحويل اليمنيين الى مذاهب وطوائف متقاتلة.

جرائم القتل البشعة والاعتداءات الجنائية التي ارتكبها القتلة في صنعاء واماكن اخرى وبعضهم يتبعون جهات معروفة ومحسوبة على احزاب بعينها(..) وادت – كما حادث الجراف – الى سقوط شهداء وجرحى على خلفية الاحتفالات بذكرى عاشوراء.. جزء من خطة اجرامية وفتنوية ممولة على طريق "تطييف" المذاهب وتحويل الصراع السياسي المشروع الى صراع اقتتالي مرفوض شرعا وعرفا.

وبقدر ما يجب ان نحمل السلطة ووزارة الداخلية تحديدا مسئولية القبض على الجناة ومحاكمتهم أيا كانت الجهة التي تقف خلفهم فإنني شخصيا احمل كل من التجمع اليمني للإصلاح وجماعة "انصار الله" مسئولية استمرار وتصعيد الخطاب الصراعي الفتنوي بينهما فورا وارفض شخصيا وبشدة التجاوب مع الفتنة او مع خطابها الاجرامي حتى من قبل الضحايا انفسهم.

كما ارفض وبشدة محاولات البعض سعيهم الحثيث – عبر وسائل الاعلام العامة والاعلام الاجتماعي وغيرها من الوسائل- الى استغلال المناسبات الدينية والمذهبية كمادة للكسب والانتشار السياسي دون مراعاة لمشاعر وحساسيات الاطراف الاخرى بل وبما يتعمد – بدون مسئولية – جرحها واستفزازها و يحول هذه المناسبات العامة او الخاصة – شئنا ام ابينا -الى حالة من حالات الاصطفاف والتجاذب المذهبي بدلا من ان تكون كما هي وبصورة طبيعية جزاء من عملية الاستقطاب والتباين السياسي المعروف.

 

اختم والالم يعتصرني للمصاب الجلل الذي وقع على اليمنيين عموما وعلى اسر ضحايا جريمة الجراف البشعة خاصة بالقول: عليكم ايها اليمنيون والزيود منكم خاصة ان تدركوا جيدا بان من يطلق عليهم اليوم جماعة الحوثي هم في الاساس حركة سياسية ووطنية يمنية وهي وان كانت زيدية الفكر والمنشاء فهي لا تمثل سوى نفسها والمنتمين الى عضويتها وهكذا بالنسبة للتجمع اليمني للإصلاح او اي جماعة سلفية او وهابية اخرى

اما بقية اليمنيين سواء كانوا زيودا او شوافع او اسماعيليين او حتى اثنى عشريين فلهم انتماءاتهم الفكرية والسياسية المحترمة والمستقلة ولا يحق لايا كان التحدث باسمهم او الادعاء حصرية تمثيلهم من ناحية كما لا يحق لأي طرف من خارجهم ان يحشرهم في مربعات الخصومة والعداء مع خصومه السياسيين فقط لانهم ينتمون الى نفس المدرسة الدينية او الفكرية ينتمي اليها خصمه السياسي .

اليمنيون عموما مسلمون اولا وتجمعهم اخوة وروابط الدين والوطن الواحد ثانيا وعلاقاتهم التاريخية والاجتماعية – ثالثا- كانت ولا تزال وستظل اوسع واكثر متانة ووشائجا من اي رابطة مذهبية او طائفية مفتعلة وغير موجودة البتة..

مساجدهم واحدة وزواجهم مختلط وحياتهم غير مغلقة "طائفيا او عرقيا" ابدا ابد ابدا واي محاولة للقفز على ذلك كله هي محاولات سياسية مكشوفة ومرفوضة من قبل اليمنيين جميعا وستبوء حتما بالفشل وغير قابلة للوقوف على اي مرتكز ديني او وطني لدى اليمنيين عموما هكذا هو تاريخهم وهكذا هو وجدانهم وهكذا تكونت هويتهم الجامعة.. اليمن

كما ان اي صراع سياسي او مذهبي بين الاصلاح والحوثيين او بينهما واطراف سلفية اخرى لسنا كيمنيين معنيين به كأطراف في الصراع بقدر علاقتنا به كونهم مواطنين وتجمعنا بهم المواطنة الواحدة واي صراع او خلاف يخرج عن نطاقه السياسي والقانوني باتجاه اي مربع انقسامي اخر هو صراع مرفوض من قبلنا كونه يضرنا مباشرة ويضر امن واستقرار وطننا

 

*الرحمة لشهداء ضحايا جريمة الجراف البشعة والشفاء للجرحى والمصابين والمواساة لأسرهم جميعا واللعنة لكل القتلة ولكل دعاة الفتة والاقتتال الداخلي ايا كانوا ومن اي جهة اتوا.. أما الحكومة واجهزتها الامنية فهي غريمنا الاول والاخير في الاحتجاج وفي المطالبة بأعمال القانون وايقاف المجرمين عند حدهم وفي ايقاف الانفلات الامني الخطير ومنع حمل وتوزيع وانتشار الاسلحة داخل العاصمة والمحافظات.

زر الذهاب إلى الأعلى