فضاء حر

ثـقافـة لـوم الآخـر

 في العهد الملكي في مصر كان يمسح للآجانب بتملك الاراضي الزراعية، وقد لجاء بعض الخواجات حينها الي أسلوب الاقراض  للفلاحين بشروط غـير انسـانية طبـعاً، 

تؤل الارض في معظم الحالات بـعدها الى الخواجات، ويتحول الفلاحـين الي اجراء عند المالكين الجدد، وفي احـد المرات قام احـد الخواجات بجولة لتفقد ممتلكاتة فـراء فـلاحا يتمتم بكلمات غير مفهومة بـعد ان تحول الى اجير في ارضة، فسأل الخواجة مرافقة المصري لتفسير مايقول، فـقال المرافق انة يشتم ياسـيدي فقال لـه الخواجة وهل يضر شتمة بالزرع ؟؟ قال له المرافـق لايضر ابداً فقال الخواجة دعـة يشتم كمايشاء ..

هذه الحادثة تتشابة الى حد بعـيد مع حـالـة الغضب والانفعال التي يعيشها الشارع اليمـني هـذه الايـام على وقـع  الاجراءت التي قامت وتقوم بها السعودية تجاة العمالة اليمنية المقيمة في اراضيها، والتي تثير كثير من التساؤلات الفعلية او المتوهمة، وعن الطرف الذي تقع علية  المسؤلية  المباشرة، السلطات السعودية أم الحكومات اليمنية المتعاقبة؟؟؟

والحقيقة التي تفقاء العين ان معظم الكتابات العنترية والتفسيرات المؤامراتية، تجاوزت الوقائع الى حد المبالغة الموازي للغباء في العرف السياسي، من خلال القفز الى النتائج دون التوقف عند الاسباب الحقيقة للظاهره اوالمشكلة، التي نواجهها، والتي تنم عن كسل فكري وارضاء غرور الانا المتضحمة، وتأصل ثقافة لوم الآخر ، انطلاقا من عقدة نظرية المؤامرة التي اثبتت كل التجارب عقمها التحليلي وقطيعتها الكلية مع العلم والمعرفة، واثبتت انها اقرب الى اسطورة خزان المخاوف والرغبات الثقافية الدفينة ليس الا.

 الحقيقة ان مشكلة الهجرة في اليمن ليست وليدة  اللحظة التاريخية وأنما ممتدة في الزمن القريب – البعيد  ونجد صدى ذلك واضحا في الكثير من الاعمال الأدبية ومنها قصيدة في ديوان محمد انعم غالب (غريب علي الطريق ) حيث يقول:-

وباع نصف ثروتة

ليدفع الزكاة

وأجرة التقدير والجباة والجنود

ورشوة الحاكم والأمير

وغادر الوطن’..

      أى ان الظلم والتمييز الطائفي هو ما دفع بالعديد من الفلاحين الي ترك قراهم وأراضيهم  والبحث عن وطن بديل، الا ان التخلص من نظام الأئمة لم ينهي الظاهرة وانما فاقمها وذلك لغياب  الخطط الاستراتيجية  لمعالجتها، بل على العكس تم تشجيعها لاستفادة الحكومات المتعاقبة من التحويلات الفلكية للمغتربين، لرفد خزينة الدولة بالعملات الاجنبية، وبدلا من الاستفادة من هذه الاموال في بناء مشاريع انتاجية واستراتيجية عملاقة تم هدر هذه الاموال في صحاري الفساد ومضارب القبيلة، وبفعل غياب التخطيط والارتجالية  والغرور وصل الامر الى اعلان الرئيس الحمدي ( عن فتح باب الاقراض الدولي بما فيها طبعا المؤسسات المالية الدولية)..

ولانذيع سرا حين نقول ان السعودية احالت اليمن الى محمية خلفية وسوق استهلاكية  لتسويق منتجاتها التى لا تقبلها الاسواق  العالمية لردائتها وعدم مطابقتها للمواصفات الدولية ناهيك، عن صناعة الرؤساء والوزراء من خلال شبكة التحالف الزبائني التي تقيمها مع العديد من المشائخ والقادة العسكريين وكبار التجار المرتبطين بها من خلال لجنة الارتزاق الخاصة بالف خيط وخيط، لذلك لم نسمع كلمة ادانة واحدة عن كل الانتهاكات السعودية سواء في اقتطاع الاراضي من خلال دحرجة البراميل المتحركة، فالمذهب الوهابي كان ينادي بتوحيد المسلمين بقوة السيف تحت حكمهم طبعا وعندما عجزو عن تحقيق ذلك بالقوة لجؤ الى سياسة دحرجة البراميل، ووجدوا في صنعاء من يبرر لهم تلك الاعمال العدوانية والاستفزازية فالمخلوع صرح في اكثر من مناسبة ان ( عدد من الكيلو مترات لن تفسد العلاقة مع الشقيقة الكبرى وان ارض العرب واحدة ) وشيخ المخلوع في مقابلة مع صحيفة الاسبوع المصرية يقول (ان اليمن هي التي احتلت اراضي سعودية) كما ان الكثير من السياسيين ورجال القبائل يستنكرون صباح – مساءالجدار العنصري في اسرائيل ولاينبسون ببنت شفة حول  الجدار العنصري التي تبنية الشقيقة الكبري على حدودهم فهل هناك اكثر من هكذا انفصام؟؟؟؟ 

ان معظم مشاكلنا السياسية والاقتصادية والثقافية وانهيار القيم وشيوع الفساد والتحلل الاخلاقي يعود في الاساس لتحالف الشيوخ والعسكر وفقهاء الارهاب، فهذا التحالف الجهنمي الذي اتبع سياسة مشؤومة مسببة للكوارث لم  يفلح في انجاز اى شئ سواء سلب ثروات البلاد الطائلة وبيع اراضيها بالقطعة والجملة، واستيراد عصابات القاعدة الوهابية والمنتشرة في كل زاوية من زوايا البلد، حتى صار اليمن صاصب الامتياز الوحيد في تصديرة عالميا بعد ان تخلت مملكة ال سعود عن الامر بفعل الضغوط الخارحية، وهذا هو الجانب العقائدي الاوحد الذي يربطنا بالمملكة الوهابية اما الجوانب الاقتصادية الاخرى فهي من باب التمني ليس الا، لان الاقتصاد وتحديدا اقتصاد السوق لا وجود فية لمسلم او مسيحي او بوذي او يهودي فالفقير هو الكافر، والشئ الوحيد الذي يجب القيام بة دون ابطاء هو الضغط في اتجاة الغاء لجنة الارتزاق الخاصة ، لان عدم الغائها سيشجع الاخرين على اقامة علاقات مماثلة للاستقواء  بالخارج، وقد بداء هذا التوجة من خلال  نسج علاقات مع كل من من قطر وايران لموازنة الخلل القائم في القوة هذا اولاً.

ثانيا:- لابد من وضع خطط واستراتيجيات قريبة وبعيدة المدى لمعالجة الازمة التاريخية الا وهي الهجرة فالي متى سيظل اليمني يعمر بلاد العالم وبلادة بحاجة الي جهودة في التعمير والبناء والتحديث؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى