فضاء حر

هل العجوز يحتاج إلى زفة أيضا؟

يمنات

كنت قد اتخذت قرارا بأن لا أتناول في مقالاتي أي حديث عن الجنرال العجوز بعد أن أصبح مستشارا لرئيس الجمهورية، وقد اتخذت ذلك القرار بسبب اعتقادي أنه سيلتزم بوظيفته الجديدة وسيتوقف عن التدخل في أعمال ليست من إختصاصه،

ولكن بعد أن قرأت خبرا مفاده أن المستشار طلب من أمين العاصمة تعليق اللوحات على سور الحديقة التي ستقام بمكان الفرقة سابقا، وبعد قراءتي لخبر آخر يقول: أن المستشار علي محسن الأحمر التقى بسفير النمسا للتوسط لإطلاق أحد المختطفين والذي يعتقد أنه لدى تنظيم القاعدة، فقد رأيت أنه أصبح لزاما علي أن لا أسكت على هذا التبجح والغرور واستعراض العضلات، وقد سبق وكتب الأستاذ محمد المقالح بعد صدور القرارات بثلاثة أيام مقالا بعنوان (مستشار للرئيس وبس)، تحدث فيه عن خطورة ممارسة هذا الجنرال لأي وظيفة أخرى غير وظيفته المحددة بقرار رئيس الجمهورية، يعني يكون ارتباطه برئيس الجمهورية وبس، والأستاذ محمد لم يكتب هذا المقال للاستعراض وإنما كتبه من وحي كتاب (شمس المعارف) الذي يعتمد عليه، وأنا هنا أذكر بوعد كان قد قطعة هذا الجنرال عندما كانت الثورة في أوج قوتها، وقد قال في وعده هذا أنه بعد أن يرحل صالح سيقدم استقالته ويلزم منزله، ولكن بعد أن تأكد له أن ساحات الثورة قد أصابها التمزق والتشظي بسبب انشقاقه عن الجيش وظهوره كقائد للثورة وحامي لها، بدأ يتراجع عن وعده هذا وقام بتغيير وعدة بإضافة كلمة (النقل)، حيث قال بعد أن تم انتخاب هادي لرئاسة الجمهورية: أنا تحت إمرة هادي وسأنفذ أوامره سواء بالإقالة أو النقل، وهو ما حدث مؤخرا..

فالرسول (ص) قال: (آيات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان) صدق رسول الله، وأنتم ركزوا معي أين موقع هذا الجنرال من هذا الحديث، وكنت أتمنى أيضا أن يعمل بما قاله الدكتور عبد الكريم الإرياني: رحم الله إمرء عرف قدر عمره، فكان الأولى به أن يطلب من هادي تطبيق قانون التقاعد وأن يعفيه من تولي أي منصب ولو عمل هكذا لأراح نفسه وأراح الآخرين معه، ولكن يبدو أنه يقود نفسه إلى النهاية التي يريدها له الشعب اليمني، والذي يرى فيه، رمز من رموز الفساد، وهذا رأي معظم أبناء اليمن بما فيهم شباب التجمع اليمني للإصلاح، فإذا ما أستمر المستشار في تصرفاته الصبيانية هذه، فعليه أن يجهز نفسه لزفة كبيرة، وسيشترك فيها كل شباب اليمن وبالذات الذين يرون في هذه الثورة أنها لم تحقق شيء حتى الآن، وبدلا من أن يلزم منزله سيدخل قفصه الذي تهرب منه بعد أن كان على مقربة منه بفعل الغضب الثوري الذي أرغمه على الانشقاق لينقذ نفسه ومن معه في الحكم وهو ما حدث بالفعل، وهذه الزفة ستكون الخطوة الأولى في طريق إعادة الأموال والأراضي المنهوبة، بعد أن كان وجودة في صفوف الثورة سبب من أسباب عدم المطالبة باستعادة الأموال المنهوبة.

زر الذهاب إلى الأعلى