يا حسين ! قلبي يوجعني من فساد يقتات صوتي والعين .. ماذا أصنع لتراه!
يا حسين! حاول أن تبصره أو تبذل بعض من جُهدٍ أو تلقي عليه لمحة عابر .. الجبل على هيئته الضخمة ظل قزماً لا يكبر في عين الرائي فيما فساد الفاسد صار عملاقا يسد الأفق! يسد الطرقات؛ ويوصد في وجهي كل الأبواب..
يا حسين! قلبي معصور يتلوى ألماً، والفاسد يمتص دمي كقراد! ويشفط رجالي كثقب أسود! يفسدهم.. يحولهم إلى أذرع تخنقني وتكتم أنفاسي! تصيب كل صحيح بوباء..
يا حسين! الفاسد ألحن حجة.. ألق بريقه أسحر من زيف .. لسان من عسل يدس بها الأفيون.. يدس بها السم.. والصدق يمضغ جرحه وحرقته في حضرتكم .. مصلوب مغلوب في مجلسكم.. لا يسمع وجعه ولا يلتفت له أحد إلا من باب الشفقة.. الظلم يطغي ويدوس حقوق الناس .. الفاسد مسموع ومصدَّق .. صوتي حشرجة تذوي .. حبالي الصوتية تأكلها الدود.
يا حسين الفاسد أشطن من شيطان .. أظلم من طاغوت .. أمكر من ثعلب .. يلعب بألف بيضة وألف حجر .. قطعوا لسان الحق وساعده .. أبقوا للفاسد ألف لسان .. ألف ذراع .. ألف سند!
يا حسين متى تفهمني وتحس بوجعي؟! أنا وحدي أقاتل فسادا ربربه الفسدة منذ يومه الأول .. يقتلني مراراً .. يعترش الروح جراحاً .. يعيث فسادا في الدار .. عوضاً عن استخدام علاج الكي ضد الفسدة؛ أفتى الفسدة بقتلي إكراماً لفسادٍ صار الرب!