نصائح مختصرة لقيادة ثورة 21سبتمبر

يمنات
لا تلوموا الصبيحي، اذا غادر صنعاء، الى الصبيحة او الى عدن، ولكن لوموا قيادة ثورة موفنبيك التي سبق وان نصحنا وحذرنا، وقلنا لا يجوز الجمع بين الاختين، حوار موفنبيك، وثورة في الشارع، رجل مع حوار موفنبيك ورجل مع الثورة ماتركبش، تخرج مسيرات ضخمة كل جمعة في صنعاء وغيرها من المدن وانت نائم محلك سر، لم تتخذ خطوة ثورية، تجعل شعبك الفقير الكادح الذي ايدك والتف حولك، يثق فيك.
التلاعب بالثورة معيب و لا يليق، كيف سيثق فيكم الشعب وانتم، جالسين مع قوى الثورة المضادة في موفنبيك، تتفاوضون لتقاسم المجالس الرئاسية والنيابية والهيئة الوطنية لحوار هادي بنعمر. ومصرين على عودة برلمان متداعي متقادم استمراره هدر للمال العام، على شأن خاطر اغلبية صالح البرلمانية.
كنا نتمنى وانتم تفاوضونهم على الضرائب التصاعدية والتعليم المجاني والتطبيب المجاني، وتاميم وسائل الاتصالات والمواصلات للدولة، واستعادة الاموال التي نهبوها من ثروات وخيرات الشعب المظلوم، وهي القضايا التي تهم الاغلبية الفقيرة الجائعة التي ايدتكم.
لم تقدموا فاسد ولا لص للمحاكمة، لم تسدوا فراغ السلطة في صنعاء، بالقيام بنزع سلطة الدولة كأي حركة ثورية في الدنيا، لم تتصرفوا كرجال دولة، بتحريك ملفات الفساد والارهاب، ضد هادي وجلال والزمرة، عن طريق النيابة العامة، ومن ثم يحال للمحاكمة امام القضاء، لم تعتقلوا منظومة الفساد والارهاب.
متساهلين معهم وسيهربوا الى عدن الواحد تلوا الاخر، وبارك الله في ذهب السعودية وحوار بنعمر وموفنبيك. متصالحين مع رموز الفساد وقبلتم بتعيين بعضهم، يتصدر المشهد الثوري كثير من الوصوليين والانتهازيين الملوثين.
ويملس شبهة تحالف مع عفاش ومؤتمره، كما اكد ذلك عبده الجندي في اخر مقابلة بقناة معين. انتم لا تدركون ان قربكم من صالح واقليته الفاسدة تضعفكم وتضرب ثوريتكم في مقتل، وتخلق البلبلة في اوساط الجماهير، ويجعلها تنكفى منكم، وتنفض من حولكم، لا تدركون ان من قضى على ثورة فبراير وضربها في مقتل هو قبولها بمحسن وال الاحمر ورموز الفساد والاستبداد والارهاب.
نصف النظام محسن وجناحه دمروا ثورة فبراير، والان صالح وجناحه في طريقه لتدمير ثورة الريف. قد يعذر الاخوان لقبولهم محسن وال الاحمر وبقية الفاسدين، لانهم كانوا مشاركين لنظام الفساد والارهاب منذ ثلاثة عقود، واي محاكمة للنظام هي محاكمة للاخوان.
انتم اليوم تمايزون بين فاسد واخر، محسن وحميد تحجزوا اموالهم وتستولوا على بيوتهم، وصالح واسرته وحاشيته، يتمتعون في قصورهم، وانتم توفروا لهم الحماية والرعاية.
مايز الاخوان بين فاسد وفاسد، واستخدموا الثورة في مواجهة صالح واسرته فقط بغرض ابتزازه، واسكاته للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية فقط. اما انتم فلستم مضطرين للتحالف مع صالح، لأنكم الجديد الذي اتى من خارج المنظومة، لم تتلوثوا بالفساد والارهاب والاستبداد، لقد حققتم في ظرف شهرين ما عجزت الحركة الوطنية عن تحقيقه في خمسين سنة، عندما نجحتم في اسقاط اثنين من اعمد المثلث، محسن وفرقته، ومجيد وجامعته، وآل الاحمر وامبراطورية الخمري، لكنكم منذ 21سبتمبر تمارسون اخطاء، تقضي على ذلك الانجاز والوهج.
لم يسقط الثورات الاجتماعية في اوروبا في القرن التاسع عشر، الا عندما كانت تتحالف مع الاحزاب البرجوازية والرجعية، وتركت التحالف مع العمال والفلاحين، وتخلت عن قضاياهم، تلك الاحزاب كانت تسرق الثورات، وترتمي في احضان الانظمة الرجعية للحفاظ على مصالحها الطبقية والاقتصادية والسياسية، وتحالفكم مع حزب البرجوازية المؤتمر، وحواركم مع حزب رجعي برجوازي كالإصلاح للعودة للسلطة مجدداً، ليس من الثورة في شيء، لأن تلك الاحزاب يهمها مصالح قياداتها الفاسدة المتخمة، وهي مرتمية في احضان الجارة الرجعية، و لا يهمها لا عامل و لا عاطل و لا فلاح.
أما انتم فقوتكم مستمدة من تأييد اغلبية الشعب الكادح المظلوم وحليفكم هو العامل والفلاح والعاطل وصغار البرجوازيين، وأي تخلي عن قضاياهم ومصالحهم الطبقية والاقتصادية، سيضرب الثورة في مقتل.
اي تقارب من تلك القوى يجعلنا نتيقن ان وعيكم الثوري سطحي، وانكم ثوريين بالكلام فقط. اي تلاعب بالثورة او تجميد لها جريمة ويضربها في مقتل والجماهير ستكفر بالثورات، وستعتبرها مزحة وستردد قريباً سلام الله على محسن سلام الله على الاصلاح. كما رددت بالأمس سلام الله على عفاش.
الجماهير تريد ان تلمس خطوات ثورية تلمسها على الواقع، تريد جدية تريد قرارات ثورية جديدة ووجوه جديدة، ومحاكمات للفساد وادانته، تريد تعليم مجاني وتطبيب مجاني، وخدمات ميسرة، وشبه مجانية.
كهرباء، ديزل، غاز، امن عدالة ميسرة، قرارت ثورية منحازة للأغلبية الفقيرة، وقمع للأقلية العميلة الفاسدة، عندها ستلتف حولكم وتؤيدكم وتنحاز لكم.
اما اذا استمر هذا الوضع، وهذا الفراغ وهذا العجز، وهذه الازمات المفتعلة فلا تلوموا الاخرين اللذين بدأوا يراجعوا مواقفهم منكم.
الثورة نقية بيضاء، لا تقبل ان يدنسها فاسد او عابث او وصولي.