فضاء حر

معركة كسر العظم بين هادي وصالح

يمنات
ليست الحكاية متعلقة بجامع الصالح ولا الطالح، المعركة واضح أنها معركة كسر عظم بين رئيس المؤتمر الشعبي العام وأمينه العام.
انخرط صالح وجزء من حزبه في أعمال “تعبئة عامة” ضد “هادي”، اقتربت من حد “الضرب تحت الحزام”، فأخذ “هادي” يرد الصاع صاعين.
الرئيس “هادي” أصدر قبل حوالي ساعة، وللمرة الأولى منذ رئاسته، توضيحا بصفته أمينا عاما للمؤتمر الشعبي، يقول فيه إنه اتخذ قرار إغلاق قناة اليمن اليوم، من موقعه التنظيمي، ولأسباب تنظيمية، باعتبار أن القناة مملوكة للمؤتمر.
يأتي توضيح “هادي” بعد ساعات على إصدار جناح “صالح” في المؤتمر أيضا بيانا يرفض فيه التغييرات الحكومية التي أجراها الرئيس مؤخرا، ويعلن أن اللجنة الدائمة في حال انعقاد دائم.
المؤتمر الشعبي، عبر مشروع “سلام الله على عفاش”، لا ينقلب على “هادي” أو على نظام الحكم، بل ينقلب على نفسه، إذ يعلن أن “صالح” هو مستقبل المؤتمر، أو هو أيضا مشروع المؤتمر للمستقبل، وبإمكانكم تخيل مستقبل حزب ليس لديه للمستقبل غير ماضيه البالغ 34 عاما!!
كتبت في بداية انطلاق هذه الحملة، مخاطبا شباب المؤتمر الشعبي: اتركوا صالح يتقاعد أو يمضي بقية حياته كيف يشاء، فمستقبلكم ومستقبل البلاد ومستقبل المؤتمر بيدكم انتم لا بيد صالح. ولا زلت عند رأيي هذا.
الآن لا يفعل المتحمسون لمشروع “سلامٌ على عفاش” غير استدراج “هادي” لمزيد من الاصطدام ب”المؤتمر”، ولمزيد من التكتل مع محسن والإخوان.
المنشور الطفولي، والمراهق، لعمار صالح قادم فقط من خديعة هذه الحملة لأقارب صالح، لقد توقعوا فعلا أن الشعب بات مستعدا لعودتهم الحميدة فانطلق عمار يكتب ما كتب وبشكل يثير الشفقة أكثر مما يثير أي خوف.
المؤتمر الشعبي يجب أن يستمر فاعلا في الساحة كثقل يحفظ للعملية السياسية توازنها، غير أن ما اتضح حتى الآن أن المؤتمر مشغول فقط بإثبات فشل “هادي” ليوظف ذلك في تلميع “صالح”، وتبعا لذلك يتحرك “هادي” في رد فعل طبيعي ومتوقع ليستهدف كل أذرع صالح.
منطق “هادي” مفهوم جدا: لدي حزب يعمل في معارضتي..
ومنطق “صالح” عبيط جدا: سلام الله عليّ..!!!
رفض اقتحام وإغلاق اليمن اليوم وأي وسيلة إعلامية شيء؛ ونقل أزمة المؤتمر الداخلية لتصبح أزمة “وطنية” شيء مختلف تماما.
يا مؤتمريين ادعموا أمينكم العام في رئاسته للجمهورية، أو اختاروا مشروعا غير “الماضي”.. مشروعا حقيقيا للمستقبل واصطفوا خلفه، أو فإنكم تجنون على أنفسكم وعلى الجميع. (بل حتى صالح وأقاربه؛ أنتم تكشفونهم الآن أكثر من أي وقت مضى، ليتلقوا الصفعات دون قدرتهم أصلا على فعل شيء لردها).
ثمة وطن يضيع بين أيدينا وأصحاب المؤتمر مشغولون بتسجيل النقاط ضد أنفسهم.
وأتخيل “حميد” يضحك الآن من آباطه..
تهانينا

زر الذهاب إلى الأعلى