فضاء حر

الانفاق السرية .. زمن سياسي لحكم لعصابة لن يعود

يمنات
نفق ارضي يربط معسكر الجنرال الهارب على محسن(الفرقة الاولى مدرع) وكلية البنات التابعة لجامعة العلوم والتكنلوجيا لا يمكن أن يكون طريق عبور للطالبات في حال الزحام، ولا يمكن أن يكون ممرا لنقل المياه إلى داخل الكلية، التي يتسم نشاطها بالغموض، منذ أن قررت الجامعة الاخوانية التكنلوجية أن تكون مكانا خاصا لتعليم مرتديات البراقع السود.
200 متر هو طول النفق المثير للجدل والذي لم تعلن أي جهة رسمية حتى الآن سبب أنشائه وسبب ارتباطه بكلية البنات التابعة لجامعة العلوم والتكنلوجيا التي لا يعرف كثيرون أنها من أهم الاستثمارات التابعة للفرع اليمني لتنظيم الإخوان (حزب الإصلاح) .
لم يكن النفق عاديا كما الانفاق التي شهدناها منذ العام 2011 في محافظة أبين التي كانت تربط بين اوكار القاعدة والمعسكرات التي ادارها أحد اذرع الجنرال محسن في أبين اللواء الصوملي، ولا يشبه النفق الذي حفره خفافيش الظلام ليصلوا إلى مقر إقامة الرئيس السابق في شارع صخر بالعاصمة، كما لا يشبه النفق الذي حفره سجناء القاعدة لعدة ايام وفر من خلاله 26 من أخطر قادة التنظيم من داخل سجن الأمن السياسي بالعاصمة.
النفق التكنلوجي معد بالخرسانة وبتصميم هندسي متطور يتيح استخدامات متعددة، يصل عرضه وارتفاعه إلى ثلاثة مترات ومزود بشبكة اضاءة ونظام تهوية متطور وشبكة اتصالات حديثة، تؤهله ليكون المعبر السري لأكثر الجرائم التي كان يديرها الجنرال، على مرمى حجر من قاعات محاضرات الطالبات في كلية البنات التابعة لجامعة العلوم والتكنلوجيا.
هل يعقل أن حزب الإصلاح الإسلامي ربط هذه الكلية التي خصصها للبنات، بمعسكر الجنرال محسن لأسباب امنية مثلا ؟
وهل كان اولياء الأمور يعرفون أن هناك ممرا سريا بالكلية التي يدرسون فيها بناتهم؟
هل كان هناك جرائم حصلت في هذه الكلية وتم التستر عليها ؟
حتى الآن لم يستفز هذا النفق الا حجية عقول طابور كتاب الأزمات واقلام الفهلوة والمتذاكين الذين لا يكفون عن تحوير صيغ الحملات الدعائية لمطابخ الأزمات التابعة لتنظيم الإخوان واعادة صياغتها في شكل مواقف تشبه عروض المهرجين، وتحظى بمتابعة قطاع واسع من المتطوعين التابعين للتنظيم والذين يتعهدون توزيع الإعجابات على كتاباتهم لدفعهم دفعا لأكل ثومهم الفاسد والامعان في تسويق المخاوف تارة والتهريج والاستهبال طورا.
لم يظهر واحد من طابور المتذاكين هؤلاء ليطرح اسئلة شرعية عن هذا النفق وما إن كان له صلة بخبايا السرطان البائد وجرائم الجنرال الهارب التي كانت تحدث في ساحة التغيير، أثناء احتجاجات 2011. لم يسأل احد من هؤلاء الغارقين في تسويق الوهم إن كان لهذا النفق علاقة بجرائم سرية كانت تدار في الخفاء بهذه الجامعة التي طالما حظيت بامتيازات كبيرة للغاية كبدت خزينة الدولة المليارات قبل أن يكتشف الناس أنها من أكثر الاستثمارات التابعة لتنظيم الإخوان وجناحه العسكري.
كلية للبنات في حرم معسكر الفرقة الأولى مدرع كان يثير اسئلة كثيرة لدي، فاكثر المرتادات لهذه الكلية فتيات مبرقعات لا يستطيع احد أن يجزم أنهن جميعا طالبات كما يصعب التأكيد على أنهم فرق موت ومليشيا متنكرة لتنفيذ جرائم الجنرال الهارب.
الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.. لكن الخبر الجيد أن زمن الانفاق السرية للعصابة التي ادارت البلد لعقود ولَّى إلى الأبد.. ولن يعود ثانية.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى