مساء الثورة القديم ودرس الإرض والحق العظيم..
يمنات
ماجد زايد
أتذكر ليل سبتمبر القديم..حين كنا اطفال .
كنا نسهر على سطح منزلنا الشعبي نتابع الالعاب النارية في ليل صنعاء المضاء من أعالي جبالها الشامخة نقم وعطان ، مع أحاديث الكبار عن الثورة و الأئمة ، عن الفقر والتخلف ، عن المرض وبندق عسكري الامام الذي يستحيل إدخاله من أبواب المنازل الا وهو ممدود بالعرض وإن لم يدخل هدم الجدار ليتسع للدخول..
كانت خيالاتنا عن هذا العسكري ترسمه لنا خيالاتنا كـ الشيطان المتكبر.. كائن عملاق لزج شبيه بـشخصيات الكرتون الشريرة ، الله لو تعلمون كم كنت أكره هذا العسكري وأحقد عليه حتى تمنيت يوماً أن أضربه كالنمر المقنع..
ننام بعدها بينما نتخيل الزبيري ونعمان والثلايا وهم ينقضون على منزل الامام وجنوده بتلك الدبابة التي كنا نشاهدها في التلفزيون الارضي , نصحوا بعدها على صوت الأغاني والاناشيد الوطنية ، لم تكن تنقطع طيلة اليوم والليلة.
كان الوطن ذو معنى كبير في نفوسنا ، واليوم تغير كل شيء ، لم يعد الاطفال يعرفون شيئاً عن الوطن سوى صور الحرب والقتل والجوع والدمار.
حين كنا أطفال ..
لم تكن نشوة الوطن تجري في دمانا إلاّ حينما كان يأتي ليل 26 سبتمبر ، بفارغ الصبر ننتظر لحظة الألعاب النارية بعد خطاب الرئيس المتلفز ..
حتى أذا ما أنتهت طقوس الإحتفال الناري توجهنا مباشرة الى الشارع الذي لم نكن نفارقه حتى منتصف الليل .. الله على أيام الشعور البريئ بالوطن .
.
أهلاً حين قمنا في الصباح لصوته عجباً
رقصنا في الشوارع كلنا طرباً
وغنينا فكان صدى أغانينا لها لهباً
وكان الدم يمشي فوقنا سُحباً
أحمر من شعاع الشمس
وأرخص من حياة النفس
وأصدق من مرور الماء بين الغرس
..
قضية الأرض..
عقب إنقلاب المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن في 26 سبتمبر 1962 . هرب الإمام إلى السعودية وبدأ مرحلة إعادة الشرعية .
.
هل عادت شرعية محمد البدر في تلك الأونه أم لا ؟!!
.
حتى وإن إختلفت معطيات 62 مع معطياتنا اليوم في موازين القوى والدعم العسكري واللوجستي يبقى صاحب القضية العادلة أقوى .
صحيح أن الجمهوريين حينها بقيادة السلال تلقوا دعماً عسكرياً مصرياً قلب المعادلة وصحيح أن الجمهوريين بعد حصار السبعين يوماً تنكروا للسلاله الهاشمية وإنتقموا منها لكنهم قبل كل هذا كانوا أصحاب أرض وقضية .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.