كورونا في قفص الإتهام (2)
يمنات
م. خلدون العامري
التزوير والتهريب تحولان العلاج من دواء إلى داء.
تعتبر الصناعة العلاجية من أكثر الأنشطة مبيعا حول العالم حيث تجاوزت 1.2 تريليون دولار خلال العام 2018 حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية.
رقم مهول مقارنة بمختلف الصناعات العالمية الأمر الذي فتح شهية الطامعين لنيل حصة أكبر من هذه التجارة متسببين بكوارث بشرية جسيمة، عبر ممارسات وحشية أبرزها:
*1- تزوير الأدوية، في تحايل رخيص للحصول على الكسب الوفير وخداع البشرية بالمنتجات المزيفة.
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن دواء واحدا من كل عشرة في العالم مزور، غير أن هذا المعدل قد يصل إلى 7 أدوية من كل 10 في بعض البلدان خصوصا في الدول النامية.
وتنتشر الأدوية المزورة في الدول النامية بشكل كبير جدا، وخصوصا البلدان التي ترزح تحت وطأة الحروب والبلدان ذات الدخل المتدني للفرد، كما هو حال اليمن التي اغرقت بالأدوية المزورة بمانسبته 70% من اجمالي الأدوية المعروضة في السوق.
غالبا ما تؤدي هذه الأدوية المزورة إلى وفاة متعاطيها ففي أفريقيا لوحدها تتسبب الأدوية المزورة بوفاة ما لا يقل عن 100 ألف شخص سنويا وفق منظمة الصحة العالمية.
تقدر الايرادات التي تدرها الأدوية المزورة بما لا يقل عن 10% أو 15% من حجم السوق الدوائية العالمية، أي ما بين 100 مليار دولار و150 مليارا وصولا حتى إلى 200 مليار دولار، فيما شهد هذا الرقم ازديادا بواقع ثلاث مرات تقريبا خلال الخمس السنوات الأخيرة، وفق دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي.
*2- تهريب الأدوية، والتي انتشرت نتيجة الأسعار الباهضة مقابل القوة الشرائية المنخفضة للمواطنين، وتجنبا لصعوبات الوصول التي يفرضها الروتين الرسمي للانظمة، واخيرا نتيجة لاحتكار السلطات لدخول أدوية محددة لا تلبي حاجة السوق.
تشير الدراسات إلى أن نسبة الأدوية المهربة التي تدخل الأراضي اليمنية تصل إلى 60% من جملة الاستيراد الرسمي، فيما يبلغ الحجم المقدر للاستيراد غير الرسمي للأدوية ما بين 37-50 % من حجم المعروض الكلي بالسوق.
عادة ماتكون هذه الأدوية المهربة غير مأمونة الجودة، وحسب منظمة الصحة العالمية فإن 40% من هذه الأدوية لا تحتوي على المادة الفعالة، وإن احتوت عليها فهي غير مأمونة وتنعدم للمصداقية كونها مجهولة المنشأ،، أضف إلى ذلك أنها لا تخضع لشروط النقل والتخزين السليم، والتي تتم عادة بطرق خاطئة لا تراعي حساسية المواد بأنواعها المختلفة، فالحرارة التي يتعرض لها الدواء هي التي تحدد عمره وصلاحيته وليس تاريخ الانتهاء المدون على الدواء ..
تصدرت ايرادات الأدوية المهربة في بلدان العالم الثالث بما لا يقل عن 50% من حجم السوق الدوائية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.