تونس ثم مصر والآن اليمن، وغداً أين ؟
في ليبيا أم سوريا أم السودان أم موريتانيا، أو في الأردن والمغرب، أو لم لا في أي بلدٍ خليجي لديه شريحة كبيرة من الفقراء والناقمين ؟
المنطقة العربية تعطي مزيداً من المؤشرات إلى حراكاتٍ شعبية تطالب بالتغيير. ولا ترمي الانتفاضات الحاصلة أو المتوقعة إلى إسقاط أنظمة الحكم كأولوية لا بد منها.
لكنها في العديد من البلدان تطرح مصير الحكم، إما لأنه احتكر السلطة وأطال المكوث ولم يعد يبالي بأوضاع الشعب، أو لأنه زاد إلى ذلك فساد بطانته وخنقاً للحريات.
ففي شوارع القاهرة وصنعاء اليوم كما في تونس بالأمس، دعواتٌ إلى الرئيسَين بالتنحي. فكلاهما أمضى ثلاثة عقودٍ في السلطة ولا يرى استخلافاً ممكناً إلا عبر عائلته.
وأخطر ما في الدعوة إلى التنحي أنها تعبير عن يأس المجتمع من أي إصلاحٍ يمكن أن يأتي من داخل النظام نفسه. وهذه مشكلة في حدِّ ذاتها، لأنها تنذر بالفوضى وتصعّب المراحل الانتقالية.
وبالنسبة إلى مصر كما في تونس من قبل، بات واضحاً أن الجرأة والقطع مع الخوف والاستعداد للتضحية تتراكم، وأن خريطة الاحتجاج تتوسع. وهي ستمرّ اليوم الجمعة بامتحان الحفاظ على زخمها.
لا شك أن النظام المصري قادر على الاستعانة بالجيش. لكن هذه الخطوة سلاح ذو حدَّين. فالجيش لا يُستخدَم للقمع فقط وإنما لحماية النظام. ويبقى على هذا النظام أن ينقذ نفسه، خصوصاً أن الجميع بات يدرك الآن بأن الأمر يتعلق بالإصلاح السياسي لتصويب الاقتصاد ومكافحة الفساد.
صحيح أن حراك اليمن لا يزال في خطواته الأولى، لكنه بدوره سيتأثر ويستفيد من تطورات الأحداث في مصر.
فرانس24