أرشيف

صحيفة أميركية: اليمن أمام المجهول

قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إن اليمن يتجه إلى الغموض وعدم الاستقرار بعد انهيار المبادرة الخليجية. وقالت إن المتظاهرين الذين كانوا قبل أربعة أشهر يدعون لإسقاط الرئيس علي عبد الله صالح بأعداد قليلة في ميدان خارج جامعة صنعاء، أصبحوا يعدون بمئات الآلاف حيث يعتصمون في المكان الذي أصبح يسمى “ميدان التغيير”.
وأكدت الصحيفة أن المتظاهرين لم يروا هدفهم يتحقق حتى الآن، فقد فشل اتفاق رعته دول مجلس التعاون الخليجي يقضي بمغادرة صالح السلطة، بعدما لم يحظ بتأييد كل من الثوار والرئيس صالح.
 وقال أحد المتظاهرين وهو عبد الرحمن عبد الله الكمدي “كيف لدول مجلس التعاون أن تقود مسيرة إلى الديمقراطية؟”، وأضاف “هي تعادي الثورة ولا تستطيع قبول ما يجري هنا، وهذه ليست أزمة سياسية.. إنها ثورة”.
 ومن جهته قال باسم مغرم وهو أحد قادة الثوار المعتصمين بميدان التغيير “لا نخاف العنف”، وأضاف “الحرية غالية”، وذلك ردا على حملة قوات الأمن التي أدت إلى مقتل عدد من المحتجين يوم الخميس الماضي.
وتساءلت الصحيفة عن مصير الاحتجاجات وسط بدء استخدام نظام الحصص للوقود، ونقص المياه، وارتفاع أسعار الغذاء، وانخفاض قيمة الريال اليمني.
كما تأثرت صناعة النفط بشكل واضح، حيث نزل الإنتاج إلى النصف بسبب تدمير الأنابيب والغلق المؤقت لبعض مصانع التكرير.
 وقال وزير النفط أمير العيدروس في حديث لوكالة الأنباء اليمنية إن الاحتجاجات المستمرة يمكن أن تؤدي إلى “كارثة تفوق التصور”، فالنفط يمثل نحو 70% من إيرادات الدولة.
 وقالت الصحيفة إن حركة الاحتجاج لا تملك قيادة واضحة، فبينما يرتبط بعض المحتجين بأحزاب المعارضة، يصر البقية على التأكيد على استقلالهم، فعدد صور الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي الذي حكم البلاد بين عامي 1974 و1977، يتجاوز صور زعماء المعارضة الحاليين.
 وقال أحد المتظاهرين “سنتحدث عن الأحزاب عندما نتحدث عن الانتخابات، وحتى ذلك الحين سنبقى جبهة موحدة، لا ننتمي لحزب معين أو جهة محددة أو طائفة بعينها”.
كما رفض المحتجون الموقف الأميركي، فالولايات المتحدة تعتبر الرئيس صالح حليفا رئيسيا في الحرب على الإرهاب، والاتحاد الأوروبي ما زال يدعم خطة دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يمنح الحصانة لصالح من الملاحقة القضائية.
 وقال غريغوري جونسن -وهو باحث مختص بالشأن اليمني في جامعة برينستون- “تخطئ الولايات المتحدة إذا استمرت في السماح لدول مجلس التعاون الخليجي بأخذ زمام المبادرة في هذا الشأن، سواء لمستقبل اليمن أو للمصالح الأمنية الأميركية”، وأضاف “يجب على الولايات المتحدة أن تأخذ زمام المبادرة في تشكيل مرحلة ما بعد صالح في اليمن”.
ويقول آخرون إن دعم الولايات المتحدة لأي خطة يجعلها غير قابلة للتطبيق، حيث يقول فارس العريقي -وهو أستاذ هندسة بجامعة صنعاء- إن “هذه ليست حتى خطة دول مجلس التعاون الخليجي وحده، هذه خطة مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.. كيف يمكن لهذه الأطراف أن تتدخل بشكل إيجابي وهي تدعم صالح؟”.




المصدر:كريستيان ساينس مونيتور

زر الذهاب إلى الأعلى