أرشيف

صهر الرئيس الإيراني يحرض على ثورة ضد رجال الدين

وكالات: ينذر الصراع الدائر بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى علي خامنئي, باشتداد الخلافات في المرحلة المقبلة بين رجال السياسة والدين, أي بين أنصار خامنئي “الحرس الثوري” ومؤيدي أحمدي نجاد وسياسته, وعلى رأسهم صهره اسفنديار رحيم مشائي, الذي يتمتع بنفوذ كبير ويأمل في خلافة نجاد في مقعد الرئاسة.
وذكرت صحيفة “إيلاف” الإلكترونية, أمس, أن الدلائل والمعطيات تشير الى ان هناك ثورة من نوع جديد قد تقع في ايران قريبا, مغايرة لتلك الثورة الدينية التي حدثت في العام 1979, أو الثورات العربية, فزعيمها هذه المرة ليس قائداً دينياً مثل روح الله الخميني, لكن بطلها هو مشائي صهر الرئيس الايراني ومبعوثه الشخصي ونائبه الأول ورئيس الاركان الأسبق, الذي يعمل على تحريض أنصاره للقيام بثورة ضد المرجعيات الدينية والمرشد الأعلى من أجل تقوية نفوذه وصلاحياته, وأملاً في خلافته في مقعد الرئيس في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة العام 2013.

وأضافت أن “الشيء الغريب والمثير للجدل في طهران حاليا, هو أن ما يحدث من تصاعد في الصراع المحتدم بين المرشد الاعلى وتلميذه, يقع لأول مرة ويعد سابقة تاريخية, حيث لم يجرؤ أي رئيس جمهورية ايراني سابق على تحدي سلطة المرشد الأعلى, والتي تعد سلطة مطلقة باعتباره “ممثل العناية الالهية في الأرض” بشكل معلن, كما يفعل نجاد
”. علاوة على أن المرجعيات الدينية في إيران تنظر إلى أي شخص يعارض قرارات أو أفكار المرشد الأعلى بأنه “كافر”, الأمر الذي ينذر باشتداد الخلافات في المرحلة المقبلة بين رجال السياسة والدين أي بين أنصار خامنئي “الحرس الثوري” ومؤيدي نجاد وسياسته وعلى رأسهم صهره مشائي الذي يتمتع بنفوذ كبير في الحياة السياسية الايرانية ويتدخل في معظم قرارات الرئيس, وذلك بعد وقوع مصادمات عنيفة بين أنصار أعلى سلطتين في ايران, الرئيس والمرشد الأعلى, وانتقال الصراع بينهما الى الشارع.

في سياق متصل, اعتبر رجل الدين الإيراني المحافظ محمد تقي مصباح يزدي, أمس, أن الرئيس نجاد كان تحت “تأثير” سلبي من مدير مكتبه مشائي عند ظهور الأزمة مع تيار المحافظين المتشددين في النظام
.

وقال يزدي الذي طالما اعتبر مرشدا للرئيس “لقد قلت لأصدقاء مقربين انه تم التأثير عليه بنسبة 90 في المئة, هذا الوضع غير طبيعي على الإطلاق”, في إشارة إلى الأزمة التي اندلعت في منتصف ابريل الماضي بين الرئيس والخط المحافظ المتشدد في النظام التابع للمرشد الأعلى
.
وتساءل “هناك شخص لديه عشرة اصدقاء ويضع التسعة منهم جانبا ويبرر كل ما يقوم به العاشر, هل من المنطق انتقاد هؤلاء الأشخاص التسعة وليس العاشر ولو لمرة واحدة”, في اشارة الى مشائي ابرز مستشار لأحمدي نجاد.

واضاف “يوما بعد يوم شعرت بوجود خطر كبير, لا اعلم ما اذا كان تنويما مغنطيسيا او تأثيرا سلبيا او علاقات مع ممارسي اليوغا, لكن هناك امر غير طبيعي, هذا الشخص الذي لديه مشكلة (مشائي) أثر سلبيا على هذا السيد (احمدي نجاد) ويمسكه بيده
”. ويتعرض مشائي حاليا لهجوم عنيف من التيار الديني المحافظ في النظام الذي يعتبره منذ فترة طويلة ليبراليا جدا وقوميا جدا ولديه نفوذ كبير لدى احمدي نجاد.

ويتهم بأنه وراء محاولة إقالة وزير الاستخبارات الايراني حيدر مصلحي من قبل الرئيس في منتصف ابريل والتي اجهضها المرشد الاعلى, حيث تسببت هذه القضية بأزمة لا سابق لها على رأس السلطة الايرانية, وعبر احمدي نجاد عن استيائه عبر انسحابه من الحياة العامة لمدة عشرة ايام
.
ومشائي متهم حاليا بأنه يدير تيارا “منحرفا” يهدف الى نسف مؤسسات الجمهورية الإسلامية, من قبل هذا التيار المتشدد الذي يطالب بإصرار بإقالته من قبل احمدي نجاد لكن من دون التمكن من ذلك.

في غضون ذلك, أعلن طلاب إيرانيون مؤيدون للإصلاح, عن بدء إضراب عام في الجامعات الإيرانية, وذلك في إطار استمرار احتجاجات الإصلاحيين ضد قمع تظاهرات الاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو .2009

وأصدرت المنظمات الطلابية الإصلاحية بيانات أعلنت فيها بدء الإضراب عن الدراسة, وعدم التوجه إلى الصفوف والتجمع في باحات الجامعات, وسط انتشار أمني مكثف وتهديدات بقمع المعترضين.

وندد الطلاب ب¯”القمع المستمر لحركة الاحتجاجات السلمية واستمرار اعتقال الطلاب والناشطين السياسيين المعترضين على نتائج الانتخابات منذ يونيو 2009?, وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين وإقالة الرئيس محمود أحمدي نجاد, على أساس أن الانتخابات شهدت تزويراً لصالحه
.

وأكد الطلاب أنهم يحصرون تجمعاتهم الاحتجاجية داخل الحرم الجامعي, وذلك لتفادي حصول مواجهات مع القوات الأمنية, خاصة عناصر الباسيج المنتشرين في محيط الجامعات
.


زر الذهاب إلى الأعلى