قضية تسريب معلومات تكشف جهوداً أميركية للتجسس على إسرائيل
قام مترجم اللغة العبرية في الأف بي آي شماي ليبوفيتش بتمرير نصوص سرية لمحادثات خاصة بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن، تم التنصت عليها من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي.
حين حُكِم على مترجم الإف بي آي، شماي ليبوفيتش، بالسجن لمدة 20 شهراً العام الماضي، لتسريبه معلومات سرية إلى أحد المدونين، لم يكشف المحققون حينها الكثير عن القضية. واكتفوا بتعريف هذا المدون في وثائق المحكمة بـ “المستقبل A”. وحتى بعد أن أقر ليبوفيتش بذنبه، قال القاضي إنه لا يعلم تحديداً ما الذي أفصح عنه ليبوفيتش النقاب.
وقالت في هذا السياق اليوم صحيفة “النيويورك تايمز” الأميركية إن السبب وراء فرض حالة من السرية الاستثنائية حول أول محاكمة تجريها إدارة أوباما بشأن تسريب معلومات لوسائل إعلام بدا واضحاً، وهو أن ليبوفيتش، مترجم اللغة العبرية الذي يعمل بنظام التعاقد، قد قام بتمرير نصوص سرية لمحادثات خاصة بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن، تم التنصت عليها من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي “الإف بي آي”.
وقال المدون ريتشارد سيلفرشتاين إن تلك المحاضر قد تم الاستماع إليها من جانب متنصتين، من بينهم مؤيدين أميركيين لاسرائيل، وعضو واحد على الأقل من أعضاء الكونغرس.
وفي أول مقابلة تجرى معه بخصوص القضية، عرض سيلفرشتاين لمحة نادرة بشأن عمليات التجسس التي تقوم بها الولايات المتحدة على إسرائيل، التي تعتبر واحدة من أبرز حلفائها.
وأشار إلى أنه قام بحرق الوثائق السرية في الفناء الخلفي للمنزل الذي يمتلكه في سياتل، بعد خضوع ليبوفيتش للتحقيقات في منتصف عام 2009، لكنه تحدث عن وجود ما يقرب من 200 صفحة خاصة بتجسيلات حرفية لمكالمات هاتفية وما بدا أنها محادثات خاصة بالسفارة. وقال إن مسؤولين إسرائيليين ناقشوا في إحدى النصوص قلقهم من أن تكون محادثاتهم ومبادلاتهم خاضعة للمراقبة.
وكشفت الصحيفة من جهتها أن ليبوفيتش، الذي رفض أن يدلي بأية تصريحات، قد سرّب تلك الوثائق لتخوفه من أن تؤثر جهود إسرائيل العدوانية على الكونغرس والرأي العام، ولتخوفه أيضاً من احتمالية أن تُقدِم إسرائيل على ضرب مفاعلات نووية في إيران، في خطوة يراها كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وفقاً لما ذكره سيلفرشتاين.
وتابعت الصحيفة بقولها إنه وفي الوقت الذي تتصنت فيه الحكومة الأميركية بصورة روتينية على بعض السفارات الموجودة داخل الولايات المتحدة، فإن عمليات تجميع المعلومات الاستخباراتية ضد الحلفاء دائماً ما تكون ذات طبيعة حساسة من الناحية السياسية، وبخاصة عندما يكون هذا الحليف قريباً مثل إسرائيل.
فيما قال مسؤولون سابقون بقطاع مكافحة التجسس إن العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية في الولايات المتحدة واسعة جداً، وإن كانت تقل في المرتبة عن العمليات الخاصة بالصين وروسيا، كما أن عملاء الإف بي آي الذين يعملون في مجال مكافحة التجسس يراقبون أنشطة التجسس التي تقوم بها إسرائيل منذ مدة طويلة.
ونوهت النيويورك تايمز بأن معظم عمليات التنصت على السفارات في واشنطن تتطلب بموجب القانون الفيدرالي أن يتحصل الإف بي آي على أمر من محكمة مراقبة الاستخبارات الخارجية، التي تجتمع سراً في مقر وزارة العدل. وفي وقت أشارت فيه الصحيفة إلى أنه لا يمكن تأكيد رواية سيلفرشتاين بصورة تامة، فإنها تتماشى مع الحقائق المعروفة علناً عن القضية.
هذا ويحظر على ليبوفيتش أن يقوم الآن بمناقشة أي شيء عرفه خلال فترة عمله في الإف بي آي. بينما يقوم سيلفرشتاين، 59 عاماً، بكتابة مدونة يطلق عليها بالعبرية ” Tikun Olam” وتعني بالعربية “إصلاح العالم”، وتعطي وجهة نظر ليبرالية بشأن اسرائيل وعلاقاتها مع أميركا.
وأكد سيلفرشتاين أن قرر التحدث لكي يوضح حقيقة أن ليبوفيتش تصرف انطلاقاً من دوافع نبيلة، على الرغم من اتهامه وصدور حكم بحبسه بموجب قانون التجسس. وأوضح أن ليبوفيتش أدرك خلال فترة عمله بالإف بي آي في الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير حتى آب/ أغسطس عام 2009 أن الجهود التي يبذلها الدبلوماسيون الإسرائيليون للتأثير على الكونغرس والرأي العام الأميركي كانت مفرطة وغير لائقة.
المصدر : إيلاف – أشرف أبو جلالة