أدب وفن

مرضي الحنين إلى النسيان

يمنات

صرت أكتبك اليوم بلا ندم مع فهم سر اللعنات الممنوحة بحق لحظات الحنين التي تواطأت مع الضمير والذي لم أمنحه يوما ما لأي امرأة بحجمُك !

النهوض من نقطة البداية, من قاع اللُغة التي تكسرت عند أول مُفترق للحرف مُحتاج لمزيد من الوقت كي أبداء في لملمة أشلاء حُبي وامضي !

لم أعد أعرف من يُعيدني إلى سماء جديدة خارج سمائك الأولى, صُورتك الأولى, حائطك الأول, رسائلك التي لم تجف في نبع هاتفي بعد والذي تعودت على حُروفك المُلونة بكُل ألوان الطيف والحنين.

تغيرت المسافات والأميال, صرت أعاني من صعوبة في التنفس, لم أعد أعرف في أي عصر للتشابه أنا, الزمن في لحظة دوران مستمرة دون توقف, دون نبض, دون انتظار.

لا أطلب منك اليوم أن تمنحني مزيدا من العذاب, من التشظي, من الموت البطيء المصحوب بالدموع والحسرة.

فلا زلت أنا المُصاب بلعنة القبيلة, بعادات الجهل والتخلف, المسكون بُمستنقع قبح اجتماعي, ما زلت أنا يمني, مازلت أنا يمني.

لازلت أُحتاج إلى مزيد من الوقت كي أعرف معنى الحُب والحنين.

مرضي اليوم خاصرة للغياب, حالة تعاسة دائمة, لم أعد في هذا المقام الذي أقف عليه إلا أن أشعل كُل حُروف الحٌب والحنين المسكونة بهديل صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش: (مرضي من نوع آخر: مرضي الحنين إلى النسيان ).

زر الذهاب إلى الأعلى