أمريكا والإبداع العربي

كثير من الشعراء والأدباء والمثقفين العرب يحملون أمريكا مسئولية هذا التوقف في الإبداع الشعري، وهذا الشح والضعف في الإنتاج الأدبي والثقافي، وهذا التدهور في الفن والموسيقى.
إنهم يلقون باللوم على أمريكا ويتهمونها بتجفيف ينابيع الإلهام بدلاً من تجفيف بلاليع الإرهاب.
أحد الشعراء العراقيين ربط بين الاحتلال وبين نضوب الخيال وقال بأنه قل احتلال أمريكا للعراق كانت حقول الخيال لدى العراقيين أكثر خصوبة من حقول النفط، وأنه في عهد ديكتاتورية صدام كان كل طفل عراقي هو مشرع شاع ومشروع مبدع.
أما بعد مجيء أمريكا للعراق فقد انفرت البلاليع الإرهابية والبلاليع المذهبية والطائفية وتم تجفيف ينابيع الإلهام بأكثر من طريقة.
وبدلاُ من عراق الشعر صار هناك عراق الإرهاب..وصار كل عراقي إما مشروع انتحاري أو مشروع شهيد.
وفي رأيي أن أمريكا بريئة من كل هذه التهم.
أمريكا عملت ما عليها، دخلت العراق ودخلت البلدان العربية ودعمت الثورات الشعبية وجففت ينابيع القمع والاستبداد وما قصرت.
لكن الشعراء والأدباء والمبدعين العرب لم يستثمروا حقول وينابيع الإلهام التي وفرتها أمريكا لهم، ولو أنهم تفاعلوا إبداعيا ووجدانيا مع المدمرات والبوارج الحربية العابرة للمحيطات ولمياهنا الإقليمية لأبدعوا أدبا عظيما عابرا للقارات.
المصدر:"اليمن اليوم"