نحن اليمنيين اقل الشعوب احساسا بالجمال وليس لدينا تلك الحاسة الجمالية التي لدى غيرنا من الشعوب والتي من خلالها تحس بكل ما هو جميل ، وتستمتع بالأشياء الجميله، وتقدرها وتتحمس لها وللدفاع عنها.
نحن عميان امام الجمال لا نراه اذا مررنا بقربه . واذا رايناه لا نحس به او بعنا اخر فان عيوننا واذاننا تعاني من امية جمالية والاحساس بالجمال يحتاج الى عينين.
وكذا الى اذنين جميلتين .
مدربتين وقادرتين على التميز بين الجميل وبين القبيح ، بين الحق وبين الباطل .
لكن الماساة ان عيون اليمنيين واذانهم بسبب جهلها واميتها ولكثرة معايشتها للقبح واحتكاكها به اصبحت تجمل القبيح وتستقبح الجميل وترى الجمال في القبح والحق في الباطل.
ويبدو لي ان هذا القبح الموجود في حياتنا وفي مدننا وفي احزابنا وفي حكومتنا وفي عقولنا وفي نفوسنا وفي سلوكنا نخبنا سببه افتقارنا الى الشعور بالجمال .
لكن السبب الأعمق هو ان حراس الفضيلة في مجتمعنا وحراس الفبيلة وحراس الايديولوجيا، وحراس اليمن في السلطة والمعارضة كانوا وما انفكوا يغذون شبابنا بثقافة معادية للجمال ، معادية للحياة ، معادية لكل ما هو جميل ونبيل.
فالجمال عند هؤلاء الحراس بمختلف اتجاهاتهم هو المصلحة .. فما هو في مصلحتي او في مصلحة حزبي وقبيلتي فهو جميل.
وما هو ضد فهو قبيح ويستحق الكراهية.
وهكذا اصبح المطلوب من شبابنا اليوم اليوم ان يكشفوا عن اقبح ما في نفوسهم كيما يصبحوا جميلين ومحبوبين ومقبولين.