الشعب يريد إسقاط نظام الغنائم
يمنات
عرفت الولايات المتحدة الأمريكية ما يعرف بنظام الغنائم "spoils system"، حيث كان الحزب الفائز بالانتخابات الرئاسية يسخر كل الوظائف في جهاز الخدمة المدنية والإدارة العامة لصالح الموالين له، وخلال ستينات وسبعينات القرن التاسع عشر تصاعدت مطالبة المواطنين الأمريكيين بإصلاح الخدمة المدنية، وكللت هذه المطالبات بصدور قانون بندلتون "Pendleton Act" لإصلاح الخدمة المدنية عام 1883، والذي ينظم الوصول إلى الوظيفة العامة عن طريق التنافس القائم على أساس الكفاءة، وأسس هيئة مستقلة للتنظيم امتحانات المتقدمين لشغل الوظيفة العامة والفصل في التنافس حولها.
وشهدت اليمن هذا النظام منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 في الشمال، وتحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 في الجنوب، واستمر العمل به بعد تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990 حتى اليوم، ومنذ عام 1994 بدأ الجنوبيون المطالبة بالمواطنة المتساوية في مختلف جوانب الحياة السياسية في اليمن، بما في ذلك تكافؤ الفرص في الوظيفة العامة، إلا أن النظام لم يستجب لهذه المطالبات، وتنامت هذه المطالب مع تشكل الحراك الجنوبي في يوليو 2007، وفي 2009 برزت دعوات بين بعض مكونات الحراك تطالب بالانفصال، وفي 11 فبراير 2011 اندلعت ثورة شعبية في مختلف محافظات اليمن رافعة شعار: "الشعب يريد تغيير النظام"، ولازال أوار هذه الثورة مشتعلاً، وقد حقق الثوار بعض النجاحات، أهمها إسقاط الرئيس علي صالح من السلطة وإسقاط حكومته، واستبدالها بحكومة وفاق وطني، إلا أن حكومة الوفاق الوطني لازالت متشبعة بثقافة النظام السابق، وغير مستوعبة لمعنى شعار: "الشعب يريد تغيير النظام". فهل تريد حكومتنا الموقرة تمزيق الدولة وتحول كل محافظة من المحافظات اليمنية إلى دولة مستقلة حتى تفهم ماذا يريد الشعب، وتستوعب معنى الشعار الذي رفعه الشعب اليمني المطالب بإسقاط النظام.
من حائط الكاتب على الفيسبوك