من سرقة ” الثورة ” إلى استخدامها كشرعية لحكم اليمن !

يمنات
استخدمت " ثورة الشباب " كعملية غسيل سياسي لإعادة إنتاج نظام علي صالح.
هذا هو المازق الرئيسي لـ"الثورة"؛ فبدلا من أن تعمل على إحداث تغيير اجتماعي واقتصادي وسياسي عام، وجهت قوتها العامة لإعادة إنتاج نفايات ومخلفات نظام " صالح".
في 20 اكتوبر الجاري؛ قال معن دماج، على حائطه في " فيسبوك"، إن اكبر مظاهر إخفاق الإسلاميين تتمثل في "قدرتهم المذهلة على نفخ الحياة في الموتى والجثث السياسية من بقايا الانظمة".
وأكد أن "كل ما يريدونه هو ترميم النظام السابق وبناء مزرعتهم الخاصة، لا دولة ديمقراطية.
يراد، اليوم، لمركز النفوذ التقليدية، شركاء صالح ي نظام حكمه، أن تستمر في حكم اليمن ، تحت مبرر تأييدها وانضمامها لـ "ثورة الشباب"!
طوال أكثر من 3 عقود، حكمت مراكز النفوذ هذه البلاد مستندة إلى شرعية مناطقية عسكرية عصبوية.
وهي تحاول حالياً الاستمرار في الحكم استنادا إلى شرعية ثورة الشباب.!
انطلاقا من ذلك؛ أفرغت مراكز النفوذ هذه شعار"ثورة الشباب" من مضمونه؛ فبدلا من إسقاط نظام "صالح" كمنظومة متكاملة، تم توجيه "الثورة" نحو إسقاط "صالح" كفرد وكعائلة فقط.
أحاول، بعد أكثر من عامين على "ثورة الشباب" ؛ تأمل المشهد العام.
خسر "صالح" موقعه كرئيس؛ غير أن شركاءه التقليديين ازدادوا قوة واتسع نفوذهم في الحياة العامة.
لقد انتقل هؤلاء من عملية سرقة "الثورة" إلى استخدامها كشرعية لحكم البلاد.
حكم علي عبد الله صالح البلاد ضمن توليفة شركاء تكرس حضورهم، في الذهنية العامة؛ كمراكز نفوذ متغولة عززت الفساد وحالة التقاسم وعمليات النهب، وتعاملت مع "الدولة" كسلطة وأداة لممارسة النفوذ المناطقي والعسكري، الذي حول اليمن إلى إقطاعية لممارسة العبث والاستقواء والقهر العام.
خسر" صالح " موقعه كرئيس؛ غير إن مراكز القوى التي كانت شريكة له طوال فترة حكمه، تحاول اليوم الاستمرار في حكم البلاد عبر الطريقة ذاتها التي استخدمتها في مرحلته.
يعتقدون أنهم هم من أجبروا "صالح" على ترك موقعه، ومن جعلوا عبد ربه منصور هادي يجلس في كرسي الرئاسة؛ لهذا يريدون منه أن يلعب الدور ذاته الذي لعبه "صالح"؛ بحيث يبقون على وضعهم السابق: شركاء رئيسيين في الحكم.
كان لدينا علي عبد الله صالح، وعلي محسن ، والشيخ عبد الله.. واليوم لدينا عبد ربه منصور هادي، وعلي محسن، وأولاد الشيخ عبد الله..!
من أجل اليمن؛ يجب دعم الرئيس هادي كي يظل هو مركز الاستقطاب العسكري الوحيد في البلاد.
وهذا لن يتم إلا بإقالة أحمد علي وعلي محسن من موقعيهما.
عن: صحيفة الشارع