الإصلاح والحوثيون : توصيفٌ وتنبيه !

يمنات
إن استقراء واقع الحياة السياسية اليمنية المعاصرة, يدفع إلى الاستنتاج : بأنهُ كلما ضعف أحد أطراف الصراع السياسي أو هُزم, وظهرت قوة بازغة؛ سارع الطرف المهزوم بالتحالف مع مَنْ كان عدوه؛ ليس حباً فيه, وإنما نكاية بغريمه وخصمه المنتصر, والحيلولة دون استثماره لقوته.
ولذا كثيراً ما نبهنا إلى أسلوب علي صالح, وتكتيكه في تعامله مع خصومه, إبان حكمه.
فقد كان يسعى لإضعاف القوي, عبر تقوية الضعيف؛ لإضعاف القوي, وإضعافهما معاً في المآل الأخير.
وبالتالي يمكن فهم ولعه بترديد مقولة أن (الحكم في اليمن كالرقص على رؤوس الثعابين) ومحاولة تصوير خصومه وتشبيههم بالثعابين !
ويبدو أن ما يحدث اليوم من تحالفٍ بين الحوثيين وعلي صالح وأنصاره, ضد الإصلاح وحلفائه ما هو إلا تطبيق لهذا التكتيك, ومثال على هذا الاستنتاج.
وبالتالي يتعين في هذا السياق, على الأخوة الحوثيين التنبه لهذا التكتيك؛ لأن استمرار التحالف مع من ثرنا ضدهم, سيضعهم أمام حقيقة وقوفهم في صف أعداء الثورة, وهذا ما لا نقبله لهم؛ فقد ثرنا سوياً مع شبابهم ضد المستبدين والفاسدين في آن.
كما ينبغي على الأخوة الإصلاحيين الحذر, ومراعاة الوضع الاستقطابي المُعاش والتعامل مع الحوثيين ليس كحركة مسلحة فحسب , بل مساعدتها في التحول إلى حركة سياسية سلمية.
ختاماً : مازلت عند قناعتي المتمثلة في أن الصراع المسلح بين الحوثيين والإصلاحيين ليس حتمياً.
كما أن استمرار الفرز على أساس استدعاء العامل الطائفي والمذهبي وتسييسهما, والركون على الخارجي, (تأثراً وتحالفاً), سواء أكان إيرانياً وسعودياً أو أمريكياً وبريطانياً؛ لن يساعد على نصرة ثورتنا, ولا يساعد على استقرار اليمن (مجتمعاً ودولة ووطناً).
فالحذر .. الحذر يرحمكم الله.
من حائط الكاتب على الفيسبوك