الجمهورية الممددة

يمنات
لا تمديد ولا تأبيد، هكذا كانت بعض قيادات اللقاء المشترك تتشدق بهذه العبارة قبل اندلاع ثورة الشباب، وما أن أصبحت متحكمة بالقرار إلا وبدأت التسريبات تخرج من هنا وهناك حول إمكانية التمديد لعبدربه منصور هادي سنتين أو خمس سنوات، وتناسوا شعاراتهم السابقة والتي كانت تتناغم مع المطلب الشعبي برفض التمديد أو التوريث أو التأبيد للحكم، فقد مددنا لمجلس النواب حتى أصبح أكبر مجلس نواب ممدد في العالم، ومددنا للمجالس المحلية دون نتائج تذكر لأعمالها، ومددنا ليحي الراعي حتى واصل اعتدائه على الأحرار، وتناسى أن هناك ثورة مغطية على عيوبه، ومددنا للمؤتمر الشعبي العام في استمراره في الرئاسة رغم أنها كانت ستنتهي في عام 2011م، وهكذ نجد اليمنيين ممددين دائما حتى في مقايلهم مولعين بالمداد، فمنهم من يمدد رجليه حتى يدهف الذي جالس إلى جانبه، ومنهم من يمدد في المقيل حتى تشارف الشمس على الشروق، وعلى طعم القات يتمدد كل شيء في حياتهم، فالثورة قامت ضد التمديد فلماذا بدأت الآن بعض الآراء تبدي رغبتها بالموافقة على التمديد وبعذر أن الظروف في غاية التعقيد وأن تغيير الرئيس سيكون مجازفة، وهذه الأقاويل نفسها التي كنا نسمعها عندما أحد يطالب بتغيير علي صالح، وعبارة أخرى تقول على عبدربه هادي: هذا رجل المرحلة وجاء في ظروف بالغة الحساسية، وهي أيضا نفسها التي كنا نسمعها من المحيطين بعلي صالح، وهم الآن أنفسهم المحيطين بعبدربه، سواء كانوا محسوبين على النظام السابق أو المعارضة، فهم بالأخير كانوا محيطين ومقربون من الرئيس السابق كما هم الآن محيطين ومقربين من الرئيس الحالي، فإذا قبلنا بالتمديد سنقبل بالاستبداد، ونحتاج بعدها لعشرات السنين حتى نحاول أن نفكر بثورة على هذا النظام الجديد، فعلى الأحرار في كل ربوع الوطن أن يشكلوا موقف واحد يرفض أي تمديد للرئيس الحالي مهما كانت الظروف، كون القوى الراغبة في هذا التمديد لها أهداف أخرى لا تمت بصلة للوطن، وإنما أهداف تخدم المصلحة الخاصة، فإذا غلبتنا هذه القوى واستطاعت فرض التمديد، فما علينا إلا أن نضغط لمطلب آخر وهو تغيير اسم الجمهورية اليمنية إلى (الجمهورية الممددة) وهذا أقل انتصار نحققه لكي يكون اسم على مسمى، ونقرأ على بلدنا الفاتحة..