فضاء حر

عندما يحول البعض الدين إلى حائط مبكى !!!

يمنات

أستمتع كثيراً في تتبع المفارقات, وأحياناً أبتدعها مثل الفيلسوف الأسباني ميغيل أونومانو, الذي عاش عمره يصنع المفارقات اللغوية.

وهذا الأسبوع قابلت مفارقة جديرة بالملاحظة, وأحب أن أعرضها عليكم كي ننظر إليها بعمق وتحليل حتى نصنع تفكير وأحكام عميقة ومحترمه بعيداً عن التجريح الشخصي أو الأفكار المسبقة, وهذه المفارقة تعكسهما حادثتين, حادثة بطلها الممثل الكوميدي فهد القرني المعروف بانتمائه للإصلاح الذي قال في معرض دفاعه عن الوحدة مستنداً على ثقافة الوحدة أو الموت أن الوحدة صلاة سادسة, بينما يقابلها حادثة الزميلة العزيزة ماجدة الحداد عندما نشرت في موقعها في الفيس بوك صورة لها وللنائب البرلماني الشجاع أحمد سيف حاشد ـ علماً أن كلا الأخيرين ليسا محسوبين على الإصلاح وصنفهما من شن عليهما الحملة خالد الأنسي بليبراليين ـ المهم كتبت ماجدة تعليق على الصورة ووصفته بأنه نبي الثورة, وقامت القائمة على تعبيرها من قبل الكثير من الاصلاحيين وأصحاب التوجهات الإسلامية ووصل الأمر إلى حد خروج الأمر عن حدود الآداب العامة وآداب الإسلام ذاته, وفي المقابل هناك صمت وسكوت المقابر أمام تصريح القرني, هذه المفارقة على ماذا تنم؟ إنها تنم عن انعدام ذمة أخلاقية عند البعض والكيل بمكيالين.

وأمام صورة كريكاتيرية ومفارقة كهذه ينبغي أن نتوقف!!! لقد غدت حياتنا ساحة مبكيات ومضحكات, وينبغي لنا أن نتوقف أمامها , كما ينبغي أن نعيد حسابات التفكير فيها, لأنها تحتاج إلى تخليق (من اخلاق) الخصومة, أي أن نختصم بشرف ونُبل, وعلى أولئك الذين يتخذون من الدين حائط مبكى ضد خصومهم نقول : توقفوا لستم رعاة الفضيلة الدينية ولم يوكلكم أحداً بالدفاع عنها, لأنها ملكنا جميعاً, كما هو لكم نصيب فيها فلنا نصيب أيضاً, الفارق بيننا إنكم تسلمون بكل ما قيل فيها, أي أنكم قطيع سلمتم أمر عقلكم لغيركم يفكر بدلاً عنكم, بينما نحن لسنا بقطيع ولا نعترف إلاّ بعقولنا وقدرتنا على التفكير, ونعتز ونعتد بقولنا ولا نسلم أمرنا لأحد, ولهذا نمارس النقد والتمحيص والتدقيق, واستعاراتنا اللغوية ليست كفر يا هؤلاء هي لغتنا لنا حق استخدام استعاراتها وتشبيهاتها ومجازاتها في نقل أفكارنا, ونقول ابتهلوا وقدسوا اللغة, ومع تحفظاتنا على تقديسكم الانتقائي لها, لكن دعونا في فلسفتنا بأن نستخدم هذه اللغة كما نشأ بما يحقق لنا متعتنا في التعبير ونقل أفكارنا, فلا تابو لغوي نؤمن به.

هذه المفارقة تستدعي أن نفكر بهذه الشوزفرينيا عند البعض, ونقول لهم توقفوا كفى !!!؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى