(مفسبك) من أنصار الله في نقطة الحراسة التي على مقربة من محل إقامتي في العاصمة صنعاء يحرسني ويحرس الحارة والناس .. يعطينا بعض راحة وأمان في وطن مستعر ومنكوب .. صديقي هذا دمث الاخلاق .. فيه نبل ومحبة .. يرغمك على احترامه وتقديره .. لا يتقاضى لما يقم به شيئا يستحق الذكر .. هذا الحارس الطيب عتب نحوي أكثر من مرة بسبب (فسبكتي) التي قرأها أنها ضد أنصار الله .. أراد أن يشعرني أن الجميل لا يرد كما أرد وأفعل.
لهذا الودود أقول: أنا أعينهم يا صديقي أو أحاول .. نقدي لهم يعني محاولة للحيلولة دون غرقهم بالأخطاء الثقيلة والمميتة .. نقدي لهم هو للتقليل من النتائج التي قد تصير كارثية عليهم وعلى المجتمع إن أستمر السكوت عن تلك الأخطاء أو تأجل تصحيحها .. الإصرار على ارتكاب الأخطاء أو حتى عدم المبالاة نحوها تجعل الحلول الممكنة اليوم مستعصية غدا وتصير الحلول باهظ الكلفة والثمن.
نحن المحبين إن رأوا فينا اليوم إننا بتنا أعداؤهم وخصومهم سيجدون غدا العصر كله ضدهم وعدوهم .. نقدي لهم يا صديقي هو للحد من الهرولة التي قد تودي بهم إلى قاع منحدر سحيق .. نقدي لهم هو لدفعهم للتصحيح في وقت لازال فيه متسع وللزمن بقية .. وشعبنا يتسامح ويغفر.
نقدي لهم هو من أجل ألا نبتعد عن بعض أكثر من بعد النظر وحتى لا يبعدون هم عن الناس بعد المشارق والمغارب .. نقدي لهم يا صديقي من أجل أن لا يكررون فداحة أخطاء وخطايا من قبلهم .. و يا ويل من لا يتعظ.
عدم الاتعاظ يا صديقي غباء، والغباء له كلفة مكررة وفادحة سأدفعها أنا وأنت والمجتمع .. سيدفعها الوطن من حاضره ومستقبله .. وما يحدث اليوم جريمة فادحة بحق وطن اعطبه الساسة من زمن، ولا نريد له مزيدا من العطب والجنون.