فضاء حر

للثوار .. الخطاء يمكن أن يتحول إلى خطيئة لا تُغتفر

يمنات
كنت في أحداث 13 يناير عام 1986 مثل ابني الثائر اليوم ، يعتقد أن الحق معه وأن الصواب لا يمتلكه إلا هو والمجموعة التي يعتقد ما تعتقده، ولكني أدركت الحقيقة خلال أيام واكتشفت أنني على ضلال كبير، وأن الاستمرار في الاعتقاد إن الخطاء صواب يقود أحيانا إلى ما هو فادح، وأن الخطاء يمكن أن يتحول إلى خطيئة لا تُغتفر، وأن نتائج الخطاء في حين يمكن أن تكون كارثية على المجتمع كله..
الحمد لضمير لم يرتكب جريمة عندما كان البعض يعتقد إن بعض الجرائم بطولة ونصر مؤزر وعمل سديد يقود إلى الثورة والمستقبل أو إلى الحرية والرخاء والتقدم.
نعم اكتشفت خلال أيام كم كنت على ضلال فيما البعض أحتاج لأكثر من ربع قرن ليدركها ويتعلم منها، والبعض لم يدركها ولم يتعلم ولم يتعظ منها إلى اليوم.
أدركت اليوم إن الثائر بجهله ممكن أن يُسترق ويُستعبد، وفي أحوال أخرى ممكن أن يتحوَّل إلى دكتاتور مستبد.
أدركت أن بعض الثوار أيضا ممكن أن يتحولون إلى أصحاب مصالح أو مخاتلين ومُخادعين وانتهازيين ووصوليين مدمرين للذات وللوطن.
أدركت أيضا أن الثائر ممكن أن يتحوّل إلى مُجرم دون أن يعلم أو ضحية أو خائب بدون قضية.

زر الذهاب إلى الأعلى