فضاء حر

رسالة سرية إلى القاتل المجهول

يمنات
اليمن هي الدولة الوحيدة التي تمتلك قاتل مجهول، وهذا القاتل متفنن في جرائمه، ومحمي بقوة ودهاء من يقف خلفه، فهو يمارس وظيفته في إزهاق الأرواح، وإلحاق الأذى بالآخرين، وهو لا يعلم أنه في نظر الشعب اليمني لم يعد مجهولا، حيث قد أصبح معلوم لكثرة ضحاياه، ومع هذا تنسب إليه كل جريمة تحدث ويتحمل وزرها، فكل عملية اغتيال لضابط أو جندي أو لشخصية سياسية، تقيد على هذا (المظلوم) المجهول، بينما الذي خطط لها هو معلوم، فأنا هنا أبعث بهذه الرسالة إلى هذا المجهول بسريه تامة عن صاحبه المعلوم، وأقول له فيها: ألا تعلم كم امرأة رملت، وكم طفل يتم، وكم من البشرية فجعت، وأنت تمارس مهنتك التي تخفيها عن أطفالك وزوجتك وكل من يعز عليك، فهل فكرت يوما بزيارة أسرة أحد ضحاياك، لتعرف ماذا يقولون عنك، وكيف شعورهم نحوك، وهل يأنبك ضميرك عندما ترى أولادك وهم يلعبون ويتقافزون في حضنك، بينما أطفال من يتمتهم قد حرموا من حضن وحنان من أفقدتهم أبيهم، فإذا قد مات ضميرك ومارست هذه الجرائم، ألا تستحي من أفعالك عندما تشاهد في القنوات الفضائية أو في الصحف الإخبارية صور ضحاياك، والإدانات الواسعة لجرائمك، حتى ممن وظفك ودفعك لهذه الأفعال، كيف لك أن تنام وأطفال ضحيتك لا ينامون، لحزنهم على من أحرمتهم حنانه، وكيف لك أن ترى الابتسامة على وجه طفلك، بينما أطفال ضحاياك قد أحرمتهم منها، هل سألت نفسك بماذا ستجيب على طفلك لو سألك يوما: من قتل والد صديقي ! أيها المجهول المعلوم..
كف عن جرائمك واسأل أي واحد من أطفالك هذا السؤال: كيف سيكون حالك يا ابني لو أحدا قتلني وأحرمك حناني؟ ومن إجابته قرر في أن تستمر بجرائمك ،أو تتوب إلى الله، وتكشف عن من يقف خلفك ويدفعك لهذه الممارسات، ولو بطريقة غير مباشرة ،كي تكفر عن ذنوبك، وتنقذ بقية البشر من أن يتعرضوا لمثل هكذا أفعال، وحاول أن تعود لرشدك، وتذكر أن الله خلق هذا الذي أنت تسفك دمه ليحيا، ويكون أسره كما هي أسرتك، ولم يخلقه لتزهق روحه على يدك.

زر الذهاب إلى الأعلى