يمنات
قطر في مرحلة ما بعد “الربيع العربي”، تشبه من عدة زوايا ليبيا الثمانينات والتسعينات. الاولى في محيطها الخليجي تذكر بالثانية في محيطها العربي. كلاهما تصدت لريادة مشاريع كبرى في المنطقة ثم انتهت إلى “العزلة”. وهما ارتطمتا بالخطوط الحمر السعودية في غياب مصر أو تخبطها.
***
مصر بما هي “الإقليم القاعدة” لدي قوميي الخمسينات والستينات، أقامت منذ منتصف السبعينات داخل حدودها، فتعاقب على العالم العربي “اقليم قاعدة” تلو الآخر، من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، قبل أن تبدأ المغامرة القطرية نهاية التسعينات اتكاء على فائض ثروة أولا ثم فيض ثورات أخيرا.
قطر المتحررة من ثقالات التاريخ والمحصنة من “فوضى الجوار”، تقدمت لملء الفراغ الناجم عن انكفاء الكبار أو محاصرتهم أو تدميرهم. صارت الدولة الهامشية في الخليج “دولة” محورية بفضل الاستقطاب الاقليمي بين محورين؛ محور الاعتدال بقيادة الرياض ومحور الممانعة بقيادة طهران. قدم “الربيع العربي” فتقدم الاخوان المسلمون لحمل راية الثورة، وتجاسرت قطر لتتموضع ك”اقليم قاعدة”.
***
تقترب المغامرة القطرية من خط النهاية بعد أن تجسّم “العدو المركزي” لمعسكر الاعتدال في هيئة “جماعة الاخوان المسلمون”.
***
الحركات الايديولوجية اصطفائية بامتياز. خلال السنوات الأخيرة جرب الاخوان المسلمون قسر الواقع العربي ليتلاءم مع احلامهم الكبرى. جربوا ما أخفق فيه القوميون العرب قبل عقود بمظنة انهم أذكى من اسلافهم القوميين الذين لم يحسنوا إدارة علاقتهم بالقوة العظمى الأولى في النظام الدولي.
***
والآن؟
لا مفر من التواضع ولا بديل عن التكيف داخل حدود الأوطان، العريقة منها أو المحدثة. ومن تواضع لله رفعه!
من حائط الكاتب على الفيس بوك